ازداد أحمد بلقرشي، الملقب ب «الشاوي» سنة 1952 ، تعلم الرجل أبجديات الكرة في سن مبكرة، كان الصغير يتعملق أمام الكبار، ووصل به هوس الكرة إلى أن يلعب أكثر من مباراة في اليوم الواحد، كان حينها مجرد تلميذ في المدرسة الابتدائية، ويعرف أبناء درب «الضباشي» ولعه الكبير بالكرة، كانت حراسة المرمى عشقه الوحيد ومن أجلها غادر الدراسة قبل أن يحصل على شهادته الابتدائية.. كانت أحلام الشاوي تكبر سنة بعد أخرى، أسعده أن تأتي فرق كثيرة من الأحياء تطلب وده، أسعده أن يكون نجم الفريق الأول.. كبرت طموحات الشاوي، وكان لابد لهذا اللاعب أن يوظف مواهبه داخل ناد رياضي كبير، وتحقق له ما أراد.. ففي سنة 1966 ، أجرى الشاوي أول حصة تدريبية / تجريبية مع فتيان فريق الكوكب المراكشي، ونجح في إقناع المدرب في أن يكون حارس فتيان الفريق الأول، وسرعان ما انتقل لتعزيز صفوف الشبان، وكان لابد لهذه الموهبة أن تتفجر داخل صفوف المنتخب الوطني، فأصبح حارس منتخبي الشبان والأمل سنة 1969 ، وفاز مع الأسود بدوري فرنسا سنة 1972، وتوج كأحسن حارس فانهالت عليه عروض الاحتراف من فرنسا وألمانيا وهولندا، لكنه فضل البقاء داخل فريق الكوكب المراكشي، ولم يكتب للرجل أن يلعب لفريق مارسيليا.. كان الشاوي يعشق الكوكب حد الجنون، فقد رفض أيضا أن يلعب لفريقي الرجاء والوداد، لم يكتب له أن يتوج بأي لقب وطني، ولكن الجمهور المغربي ظل يلهج باسمه في مناسبات رياضية كثيرة، ويعترف له الجميع بالكفاءة، كان الشاوي حارسا كبيرا تحتفظ له مراكش بجمل الإعجاب. ابتعد الشاوي عن حراسة المرمى بعد سنوات تألق، لكنه لا يزال يشغل منصب مؤطر لحراس المرمى في صنف الشبان داخل فريق الكوكب المراكشي.. لا يزال يسرد حكاياته الجميلة في ميادين التباري، لا يزال يذكر بفخر انه ظل وفيا لقميص الكوكب على مر السنين، ويحكي حين حصل على أول أجر وكيف أغناه حب الكوكب عن الاحتراف.. حصل الشاوي على أول أجر سنة 1968، كان ذلك خلال مباراة ضد فريق النادي الصويري بالقسم الثاني، كان المبلغ هو 100 درهم، اشترى به «فيستة» وحذاء ودعا أربعة من أصدقائه لمشاهدة فيلم سينمائي بقاعة «إيدن» واحتفظ بالباقي كمصروف للجيب.