باشرت السلطات المحلية ومصالح الأمن وأفراد القوات المساعدة بوجدة، ابتداء من الإثنين 20 يوليوز 2015، حملة واسعة غير محدودة في الزمان، لتحرير الملك العمومي والطرق والشوارع من الباعة المتجولين، مسخرة لإنجاح هذه العملية جميع الإمكانيات اللازمة. هذه المبادرة التي استحسنها المواطنون، جاءت بعد الواقع الصعب الذي أصبحت تعيشه مدينة وجدة من فوضى عارمة بسبب الانتشار المهول للباعة المتجولين في الشوارع والساحات والأحياء، والذين حولوا المدينة إلى أسواق عشوائية يستحيل معها في بعض الأحيان السير والجولان، ولما لذلك من أثر سلبي على رونق وجماليةالمدينة. ولاية الجهة الشرقية عمالة وجدة أنكاد دشنت هذه الحملة بعقد عدد من اللقاءات التحسيسية والتوعوية، تحت الإشراف الفعلي لمحمد مهيدية والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة انجاد بحضور ممثلي المصالح المعنية، مع الباعة المتجولين والتجار ومحتلي الملك العام لحثهم على إخلاء هذه الأماكن واحترام القوانين الجاري بها العمل. ولاية الجهة الشرقية دعت المواطنات والمواطنين الغيورين على هذه المدينة إلى الانخراط الإيجابي والتعاون المثمر لإنجاح هذه العملية وإعطاء صورة نموذجية لمدينة وجدة الألفية، عاصمة الجهة الشرقية. مدينة وجدة القديمة تشهد فوضى و"سيبة" لم تشهدهما من قبل، بعد أن تكدست الأسواق العشوائية في محيط ضيق واحتل التجار والباعة الجائلون والقارّون والمهاجرون الأفارقة الملك العمومي مما تسبب في خنق مسالك ومنافذ المدينة القديمة وحوّلها إلى جحيم يستحيل الاقتراب منه… وتضاعف عدد السيارات في ظل انعدام مواقف لها واقتحمت جوف المدينة الألفية وأصبحت تهدد بذلك مآثرها في ظل غياب السلطات المنتخبة والمحلية لحماية واقعها المتجدد بملايين الدراهم والمتلاشي بسبب لامبالاة وتجاهل وتجاهل الساكنة والباعة والتجار. جدير بالذكر أن برنامج إعادة الاعتبار لمدينة وجدة الألفية بوجدة التهمت غلافا ماليا ناهز 183.7 مليون درهم. واستفادت من المشروع المدينة العتيقة التي تمتد على مساحة 28 هكتارا، حيث وصل عدد البنايات بها إلى 1250 بناية. وتم إنجاز أكثر من 40 في المائة من المشروع همت ترميم شبكات التطهير والطرقات وترصيف الأزقة وبعض الساحات بغلاف مالي بلغ 7 ملايين درهم، وتدعيم البنايات الآيلة للسقوط وترميم دار السعادة وتنقية الخرب (5 ملايين درهم)، وإعادة بناء الأبواب التاريخية وترميم الأسوار (2 مليون درهم) وتهيئة حديقة للامريم (9 ملايين درهم)، وتهيئة ساحة وقيسارية المغرب العربي (5.79 مليون درهم، حيث شملت الأشغال في الساحة، التي تمتد على مساحة 2500 مت مربع، عمليات الترصيف والإنارة والتشجير وبناء رواق الفنون وتجديد واجهات مسجد وقيسارية. كما تم إنجاز برنامج التجديد الحضري لساحة باب سيدي عبد الوهاب بغلاف مالي يبلغ 120 مليون درهم، وبناء سوق جديدة بدل المستودع البلدي القديم، وترميم السور القديم بغلاف مالي إجمالي يبلغ 25 مليون درهم، فيما يهم الشطر الثاني تهيئة ساحة عمومية وفتح طريق جديد بين ساحة المغرب العربي وسوق طنجة، وإعادة تهيئة السوق نفسه بغلاف مالي يبلغ 95 مليون درهم.