حذر سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، مناضليه من الصراعات حول مواقع المسؤولية واستخدام المؤامرات والمناورات من أجل الوصول إلى ذلك خلال الانتخابات المقبلة، حيث قال خلال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني، التي انعقدت أول أمس بالمجلس الوطني، إن «قيادة الحزب ضد التكالب على رئاسة اللوائح وعلى المسؤولية، وهذه الأمور ممنوعة ومجرمة، وأي شخص خالف قواعد الحزب في هذا المجال لن نتردد في اتخاذ قرارات ضده ولو كانت عمليات جراحية قاسية». واعتبر العثماني أن الاختلاف الداخلي مدمر للتجمعات والأحزاب ومشتت للقوة، موضحا أن الحزب لا يريد أن يكون حزبا «ستالينيا»، وأنه حزب حي لأعضائه الحق في الاختلاف بخصوص الآراء والأفكار بكل حرية، قبل أن يستدرك بأن الاختلاف حول التموقع عبر الحقد وحملات التشويه والتآمر مذموم. وأشار رئيس المجلس الوطني ل»البيجيدي» إلى أن هناك بعض الحالات القليلة التي يكون فيها تنازع داخل الحزب من أجل التطلع للمسؤولية ورئاسة اللائحة، مشيرا إلى أن هاته الحالات تظل قليلة، ورغم ذلك لا يمكن التساهل معها، يضيف العثماني. وتطرق الوزير السابق إلى أن هاجس حزبه هو نجاح الوطن والديمقراطية، مضيفا: «أن نكون في آخر رتبة في وطن تحكمه الديمقراطية، خير من أن نكون على رأس اللائحة في وطن ممزق، وإن حزبنا حيث ما رتبته الانتخابات هو منتصر لأننا نريد مواصلة النضال داخل المؤسسات». من جهته، أكد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، أنه ليس عيبا أن يكون هناك طموح من أجل الوصول إلى مواقع المسؤولية، لكن ينبغي أن يكون ذلك في إطار احترام القانون ومبادئ الحزب، وأن يكون الهدف هو خدمة الوطن. وأضاف بنكيران أن «التحدي ليس هو الفوز في الانتخابات وتصدر نتائجها، بل التحدي الأكبر هو أن تكون الانتخابات شفافة ونزيهة. كما أن التحدي الأكبر بالنسبة للحزب هو فوز الوطن والدولة»، قبل أن يستدرك قائلا إن «الفوز بالمرتبة الأولى ممكن، ولو أننا لن نغطي كافة الدوائر، بل سنعمل على تغطية 70 و80 في المائة». وأرجع الأمين العام لحزب العدالة والتنمية تفاؤله باحتلال الصدارة في الاستحقاقات المقبلة إلى ما لمسه المواطنون في حزبه من «صدق الخطاب وجدية الأشخاص والوفاء بالعهود وعدم الابتزاز وتجسيد القيم والأخلاق التي يؤمن بها المغاربة»، على حد تعبيره. وتطرق بنكيران إلى ما ينعم به المغرب من استقرار وأمن يشجع على الاستثمار، مؤكدا أنه كيفما كان ترتيب حزب العدالة والتنمية يعتبر نجاحا ما دامت الاستحقاقات ستكون نزيهة في إطار التنافس والقيم والأخلاق. وأضاف أن حصول حزبه على مرتبة مشرفة دليل على أن المواطنين استوعبوا أن حزب المصباح حزب «معقول ووجهه مشع ونقي، ولا يعطي أموالا ولا يتغير». تجدر الإشارة إلى أن المجلس الوطني الاستثنائي لحزب «المصباح» خصص لمساطر اختيار ما تبقى من المرشحين ولبعض تعديلات النظام الداخلي وتعويض عضوين في هيئة التحكيم.