استعان سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، بقاموس الوعظ، والتهديد بقوانين الحزب الزجرية، كما لجأ إلى خبرته في الطب النفسي، لتحذير أعضاء حزب "المصباح"، من مخاطر التنازع الداخلي على الحزب في المستقبل. وقال العثماني، خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، اليوم السبت بمدينة سلا، "إذا ثبت أن هناك مخالفة لقوانين الحزب، فان الحزب سيطبق القانون فيها"، مؤكدا أنه "إذا احتاج الأمر لعمليات جراحية قاسية، فلن نتردد في القيام بها حفاظا على مبادئ الحزب التي بُني عليها". وتابع العثماني بالقول إن "الاختلاف الداخلي مدمر للأحزاب، ومشتت للقوة، لأن الفشل وذهاب الريح، كما قال الله تعالى، يكون نتيجة للصراعات الداخلية"، محذرا من "اختلاف الأفكار الذي يؤدي إلى التموقع، والأحقاد، وهذا كله مذموم في الدين والوطنية" وفق تعبيره. وعزا العثماني تحذيراته لأعضاء حزبه، إلى "حالات تم تسجيلها بسبب تطلع البعض لرئاسة اللائحة، أو تحمل المسؤولية، وهذه أمور سيخسر فيها الجميع"، مبرزا أن "وحدة الحزب اليوم ناتجة بسبب قلة الاختلالات، التي إن تساهلنا معها ستكون مدخلا للأزمة في المستقبل". وشدد القيادي في حزب العدالة والتنمية، مخاطبا أعضاء المجلس الوطني للحزب الحاكم، على أنه "لابد من حماية الحزب عبر التدخل بالتنبيه، والصلح، والجميع عليه أن ينظر إلى المستقبل، ويستحضر البعد المرتبط بالآخرة"، على حد قوله. ولفت العثماني إلى ضرورة "الاستعداد النفسي والنضالي لأعضاء الحزب في الانتخابات المقبلة"، مؤكدا أنه من نقاط قوة الحزب أن فيه مناضلين يشتغلون دون مقابل، لذلك لابد أن يستمروا بإخلاص في نضالية الحزب، وأن لا نجعل همنا نحن كأشخاص في تحمل المسؤولية". وأضاف العثماني "أن المرجعية الإسلامية تقتضي أن خدمة الوطن هي من خدمة الله، ونحن في المغرب كبلد المسلم قائم على إمارة المؤمنين نجعل خدمة الدين، هي خدمة الوطن"، مشيرا أن "هاجس الحزب ليس هو الفوز بالانتخابات، بل أن ينجح الوطن، وأن ترفع الانتخابات رؤوسنا عاليا". وحول المترتبة التي يتوقع أن يحتلها الحزب الذي يرأس برلمانه، قال العثماني، "حيثما رتبت الانتخابات الحزب - إذا كانت نزيهة - فهو منتصر، لأن في ذلك انتصارا للديمقراطية المغربية"، مؤكدا أن "الحزب ليس تراجعيا، وسنساهم في المؤسسات، وسنظل نناضل داخلها كما ناضلنا خارجها". وأوضح رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، والوزير السابق في الخارجية المغربية، أن "الإحساس بأهمية هذه المرحلة مهمة بالنسبة للحزب، لأنه لأول مرة سيتم انتخاب مجالس الجهات التي نص عليها الدستور"، معتبرا "ذلك تحولا في النظام السياسي المغربي، وكنا دائماً نطالب بهذه النقلة لكونها تعكس البناء الديمقراطي الراشد، ونضج النموذج المغربي".