«من الصعب جدا إعادة جواز السفر لحيدر»، كانت هذه العبارة أول تصريح لمحمد الشيخ بيد الله بعد الاجتماع الطارئ، الذي تم زوال يوم أمس داخل البرلمان الإسباني. وأشار بيد الله إلى أن حيدر «هي من تنازلت عنه وتخلت عن جنسيتها المغربية»، مضيفا أنه من الصعب على أية دولة أن تقبل بعودة شخص تنكر لجنسيتها. ووصف بيد الله، الاجتماع ب«الصريح والجدي»، مستعرضا بالقول إنه تطرق أيضا «لرهانات المستقبل» بين البلدين وللعلاقات المغربية الإسبانية المشتركة. «بالفعل تحدثنا عن قضية حيدر. هذه المرأة التي كانت تعتبر مواطنة مغربية إلى غاية يوم 13 من شهر نونبر الماضي، حيث تنكرت لجنسيتها» يقول بيد الله، موضحا في تصريحه أن الرأي العام المغربي مندهش من موقف هذه المرأة المغربية، التي تتقاضى أجرها الشهري من خزينة الدولة المغربية باعتبارها موظفة مغربية ثم تتنكر لجنسية بلدها. وأشار بيد الله إلى أن كلا من الأحزاب السياسية المغربية والرأي العام يرفضان بشكل قاطع عودة حيدر إلى المغرب. وكشف بيد الله ما جرى داخل الاجتماع بالقول إنه أوضح لإيلينا فالنسيانو، سكرتيرة السياسة الخارجية للحزب الاشتراكي الإسباني، أنه على الرأي العام الإسباني أن يدرك أنه بالنسبة لمسألة إعادة جواز السفر لأميناتو حيدر فإن الأمر «جد صعب»، لكون حيدر تخلت طواعية عن جنسيتها في محضر رسمي بحضور وكيل الملك، وأفراد من عائلتها، «الأمر الذي يمنعنا من الرضوخ لهذا النوع من الضغوطات». وفي رده على احتمال عودة حيدر يوما ما إلى المغرب كمواطنة مغربية، رد بيد الله بالقول إن «أية دولة مستقلة لن تقبل بدخول شخص تنكر وتخلى عن جنسيته» إلى ترابها. وكانت إيلينا فالنسيانو، سكرتيرة السياسة الخارجية للحزب الاشتراكي الإسباني الحاكم، قد اجتمعت زوال أول أمس الأربعاء مع عمر عزيمان، السفير المغربي المعتمد في إسبانيا، الذي كان مرفوقا بمسؤولين مغاربة، من أبرزهم محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وذلك في محاولة من طرف حزب ثاباتيرو ممارسة مزيد من الضغط وإقناع حكومة الرباط بضرورة إيجاد حل لقضية الانفصالية أميناتو حيدر. وضم الاجتماع، الذي عقد داخل قاعة بالبرلمان الإسباني، مباركة بوعيدة، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني، وهي من حزب التجمع الوطني للأحرار، من أجل بحث سبل التوصل إلى إيجاد حل لوضعية أميناتو حيدر، كما يأتي حسب مصادرنا، في إطار «جولة من المحادثات يقوم بها الحزب الاشتراكي الاسباني مع الأطراف المعنية في هذه القضية، بما في ذلك حيدر». تزامنا مع ذلك استدعى ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير الخارجية الإسباني، سعيد أولحاج، القائم بالأعمال داخل سفارة المغرب بمدريد، حيث أبلغه مذكرة شفهية (وهي نوع من الاتصالات الدبلوماسية الرسمية الأكثر شيوعا)، يطالبه فيها بإبلاغ الحكومة المغربية بضرورة تسليم حيدر بعض الوثائق التي تسمح لها بالسفر إلى مدينة العيون. من جهته وصف غوستافو دي أريستيغي، الناطق الرسمي للجنة الشؤون الخارجية التابعة للحزب الشعبي المعارض بالبرلمان الإسباني، قضية أميناتو حيدر ب «السيرك» البهلواني. وأشار المتحدث باسم لجنة الشؤون الخارجية للحزب الشعبي، يوم الاثنين الماضي، إلى أنه ينبغي على إسبانيا أن تتعامل ب»صرامة» و»جدية» مع ملف حيدر، مشبها حالتها ب «السيرك» نظرا لما أصبح يعرفه مطار أريثيفي بجزيرة لانثاروطي بأرخبيل الكاناري من توافد لبعض الزوار الذي يودون رؤيتها وهي مستلقية فوق زربية على أرضية المطار، حيث حكم القضاء الإسباني بسبب ذلك على أميناتو حيدر بغرامة قدرها 180 أورو بسبب عرقلتها العمل في مطار لانثاروتي.