ستكون الدورة الأخيرة التي يعقدها المجلس الجماعي في إطار دوراته العادية لشهر يوليوز آخر دورة في الولاية الانتدابية الحالية التي امتدت بين 2009 و2015، وستكون هذه الدورة آخر فرصة للمنتخبين للقاء في ما بينهم في إطار دورة عادية، بعد جدل كبير كانت تعرفه دورات المجلس، لدرجة أن بعض الدورات كادت تنسف هذا المجلس. وستخيم الاستعدادات على الانتخابات الجماعية المقبلة على أشغال هذه الدورة، على اعتبار أن الهم الذي يشغل المنتخبين والأحزاب السياسية حاليا هو حروب اللوائح الانتخابية والتزكيات وعدد المقاعد الموكولة لكل مقاطعة في المجلس الجماعي، وستكون هذه المواضيع وغيرها قضايا سيتم تدولها ليس بالضرورة في قاعة الاجتماعات ولكن في بهو قاعة الولاية. وقال مصدر ل"المساء" حاليا ليس هناك أي قضية تشغل بال الكثير من المنتخبين الذين ينوون تكرار تجربة 2009 إلا عن الاستعدادات للانتخابات الجماعية، وإن عقد دورة يوليوز مجرد تحصيل حاصل، على اعتبار أنها دورة تدخل ضمن الدورات العادية للمجالس الجماعية ولابد من عقدها من أجل إسدال الستار على ولاية جماعية في انتظار بداية ولاية جماعية أخرى، التي لا أحد يمكنه أن يتكهن بنتائجها في ظل التسابق الحامي الوطيس بين الأحزاب السياسية الكبرى، لاسيما في ظل النقاش الحالي المنصب حول تمثيلية المقاطعات في المجلس الجماعي. وبين أول دورة عقدها المجلس الجماعي للدار البيضاء ودورة يوليوز 2015 مرت الدارالبيضاء بالعديد من المحطات الأساسية وعلى رأسها الخطاب الملكي الذي كشف عن مجموعة من الأعطاب التي تعرفها العاصمة الاقتصادية، خطاب كان كافيا من أجل تحريك المياه الراكدة والإعلان عن مخطط تنموي ممتد لخمس سنوات، مخطط سيكون حاضرا أثناء الولاية الجماعية المقبلة، على اعتبار أنه يزخر بالكثير من المشاريع التنموية التي من المفروض أن تخرج إلى الوجود في السنوات المقبلة. وعاش المجلس الجماعي أحداثا ستبقى راسخة في أذهان الكثير من مراقبي الشأن المحلي، أحداث كادت أن تؤدي إلى حل المجلس، حيث رفع مجموعة من المنتخبين شعارات تطالب برحيل العمدة محمد ساجد ومكتبه المسير، لأنهم، حسب هؤلاء المنتخبين، فشلوا في تسيير المدينة، وفي ظل الحرب بين ساجد وبعض المستشارين كان رئيس المجلس يحافظ على هدوئه، وذلك في الوقت الذي كان بعض خصومه السياسيين يتحدثون عن قرب تقديمه للاستقالة، وبعد جدل وصراع طويلين تمكن الفرقاء السياسيين من توقيع ميثاق شرف بينهم لاحتواء الوضع، وبسبب هذا الميثاق خرجت الدارالبيضاء من عنق الزجاجة وبدأت تعقد دوراتها العادية بشكل اعتيادي وخفت لغة الانتقادات وأصبحت مجموعة من النقاط في المجلس تتم المصادقة عليها بالأغلبية المطلقة. وتعتبر دورة يوليوز 2015 الدورة الأخيرة للمجلس الجماعي في ظل نظام وحدة المدينة في تجربته الثانية، على اعتبار أن الدارالبيضاء ستدخل مباشرة بعد الاستحقاقات الجماعية في النسخة الثالثة لنظام وحدة المدينة، وينتظر البيضاويون أن تجيب التجربة الثالثة عن العديد من الإشكاليات التي تعانيها أكبر مدينة في المغرب.