اعتقلت الشرطة الإسبانية يوم أمس، أحد عناصرها خلال عمله بالزي الرسمي، من داخل ميناء سبتة، بعدما تم ضبطه متلبسا يحاول تهريب مهاجر غير شرعي إلى داخل الباخرة التي تربط بين سبتة ومرفأ الجزيرة الخضراء. وأثارت عملية توقيف الشرطي الإسباني بسلاحه وزيه النظامي، دهشة المسافرين الذين كانوا بصدد السفر على متن الباخرة، كما تم أيضا اعتقال المهاجر الغير الشرعي الذي كان رفقته. وأفاد مصادر مطلعة «المساء أن للشرطي المعتقل سوابق قضائية ما زالت القضاء يبث فيها بخصوص تهم وجهت له تتعلق بتهريب المخدرات. وأضافت المصادر أن الشرطي الإسباني المعتقل كان يعرض نفسه للعمل لفترة تناوب مضاعفة، وذلك حتى يتمكن من تهريب مهاجرين غير شرعيين، كما أنه حاول تمرير المهاجر إلى داخل الباخرة دون إخضاعه للتفتيش الروتيني بجهاز السكانير، وهو ما أثار شكوك رفاقه. وليست هذه أول مرة يتم فيها اعتقال رجال أمن إسبان أو جنود أو عناصر من الحرس المدني الإسباني، سواء بتهم تتعلق بتهريب المهاجرين الغير النظاميين، أو بتهريب المخدرات أو السجائر، حيث سبق أن اعتقلت الشرطة الإسبانية، ثلاثة عناصر من الحرس المدني، بتهمة انتمائهم لشبكة دولية للاتجار في السجائر المهربة، كما ألقت القبض خلال العملية على سائق شاحنة كبيرة، وامرأتين إسبانيتين. وقالت مصادر من القيادة العامة للحرس المدني الإسباني حينها ، أن اثنين من عناصر الحرس المدني قد تم إيداعهم سجن «بوتافريغوس» بمدينة الجزيرة الخضراء، فيما تم الإبقاء على الدركي الإسباني الثالث، تحت المراقبة القضائية، في انتظار المحاكمة. ووفق المصدر ذاته، فإن الشرطة الإسبانية كانت تتبع مسار حاوية مملوءة بالأطنان من السجائر انطلقت من صربيا في اتجاه جزيرة مالطا، حيث رست على متن باخرة للشحن في ميناء الجزيرة الخضراء، إذ سمح لها عناصر الحرس المدني بإنزالها بالمرفأ تمهيدا لإفراغ حمولتها وتفريقها على التراب الإسباني، وذلك ضمن شبكة تعمل في الاتجار الدولي للسجائر المهربة. وانطلقت مصالح الأمن والجمارك الإسبانيتين في مباشرة التحقي قات لمعرفة باقي عناصر الشبكة الدولية، ومدى تورط أفراد من الحرس المدني الإسباني معها. وبدأ جهاز الشطة الإسبانية يتخوف من كثرة اختراق عناصره وجنوده ساء من طرف المافيا الدولية لتهريب المخدرات أو السجائر وكذا من طرف شبكات تهريب المهاجرين الغير الشرعيين، خصوصا وأن جهاز الشرطة الإسبانية اعتقل أيضا أحد عناصر حرسها المدني، مثلما تم اعتقال شرطي بسبتة كان يهرب الحشيش من سبتة، وجندي إسباني آخر بمدينة مليلية، من طرف فرقة مكافحة الجريمة المنظمة، التابعة للحرس المدني لتورطه ضمن شبكة دولية لتهريب المخدرات بين المغرب وإسبانيا.