اعتقلت فرقة مكافحة الجريمة المنظمة مؤخرا عنصرين من الحرس المدني الإسباني ورجل أمن بتهمة تهريب المخدرات ونقلها من المغرب إلى سبتة ثم إلى الجزيرة الخضراء. ووفق بلاغ للحرس المدني الإسباني فإن عملية الاعتقال تمت بعد الكشف عن تجويف داخل سيارة قادمة من ميناء مدينة طنجة كان به 300 كيلوغرام من المخدرات. وأضاف البلاغ أنه تم كشف تواطؤ العناصر الإسبانية التي تعمل على تسهيل مرور السيارات المحملة بالحشيش، قبل أن يتم اعتقال أصحابها وعناصر الأمن الإسباني المشاركين في العملية. وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال عناصر من الحرس المدني أو جنود أو رجال أمن، فقد سبق أن قامت الأجهزة الأمنية الإسبانية بتفكيك شبكة مهمة لتهريب المخدرات بسبتة، تضم 15 شخصا، من بينهم 7 جنود تابعين للجيش الإسباني. ووفق ما توصلت إليه «المساء» فإن الجنود الإسبان المتمركزين بمدينة سبتة والذين تم اعتقالهم كانوا يقومون بنقل كميات من الحشيش إلى إسبانيا، اثنان منهم تابعان لوحدة «الريغولاريس»، ويعتبران من زعماء الشبكة، وآخر تابع لفرقة الهندسة العسكرية، بالإضافة إلى اثنين آخرين. وذكرت مصادرنا أنه بعد مدة من المتابعة والتحقيق في شأن تهريب المخدرات من قبل الجنود الإسبان تم ضبط 160 كيلوغراما من الحشيش، وهي شحنة من بين شحنات عديدة كانت تتمكن من اجتياز نقط تفتيش ميناء سبتة الذي يربطها خط بحري بميناء الجزيرة الخضراء قبل أن يفرغوا حمولتهم بمدينة إشبيلية، المدينة التي تم فيها اعتقال أحد جنود سبتة الإسبان. مصادر موثوقة قالت إن الجنود الإسبان كانوا يقومون باستقطاب جنود آخرين من أجل مشاركتهم في تهريب المخدرات من سبتة إلى إشبيلية، وخاصة في منطقة بويبلا ديل ريو. وتجهل الكميات الحقيقية التي نجح الجنود في تهريبها، والتي كانت تتم عبر شحن تجويفات مزدوجة في السيارات بالمخدرات داخل المغرب قبل أن تعبر الحدود في اتجاه سبتة لتصل إلى مدينة إشبيلية. مثلما سبق أن تم ضبط 760 كيلوغراما من المخدرات داخل شاحنة عسكرية إسبانية في مدينة مليلية أثناء توجهها كذلك إلى ميناء مدينة ألمرية، كما ضبطت في شهر فبراير من سنة 2008 حوالي 25 كيلوغراما من المخدرات مخبأة داخل عجلة شاحنة عسكرية كانت متوجهة ضمن فيلق عسكري للقيام بمناورات عسكرية بمدينة ألمرية. وفي شهر أبريل الماضي تم ضبط 70 كيلوغراما من الحشيش في شاحنة عسكرية إسبانية كذلك بمدينة مليلية. وكان الحرس المدني بدوره قد فكك منذ شهور شبكة أخرى من الجنود الإسبان كانت تختص في تهريب المهاجرين غير الشرعيين من المغرب إلى إسبانيا بوثائق هوية مزيفة.