قامت الأجهزة الأمنية الإسبانية بقيادة الحرس المدني الأسبوع الماضي بتفكيك شبكة مهمة لتهريب المخدرات بسبتة، تضم 15 شخصا، من بينها، لحد الآن، 5 جنود تابعين للجيش الإسباني، فيما لا يزال التحقيق القضائي سريا لمعرفة العدد الحقيقي للجنود الإسبان المنضمين للشبكة. ووفق ما توصلت إليه «المساء» فإن الجنود الإسبان المتمركزين بمدينة سبتة والذين تم اعتقالهم، كانوا يقومون بنقل كميات من الحشيش إلى إسبانيا، اثنان منهم تابعان لوحدة «الريغولاريس»، ويعتبران من زعماء الشبكة، وآخر تابع لفرقة الهندسة العسكرية، بالإضافة إلى اثنين آخرين. وذكرت مصادرنا أنه بعد مدة من المتابعة والتحقيق في شأن تهريب المخدرات من الجنود الإسبان تم ضبط 160 كيلوغراما من الحشيش، وهي شحنة من بين شحنات عديدة كانت تتمكن من اجتياز نقط تفتيش ميناء سبتة التي يربطها خط بحري بميناء الجزيرة الخضراء قبل أن يفرغوا حمولتهم بمدينة إشبيلية، المدينة التي تم فيها اعتقال أحد جنود سبتة الإسبان. من جهته، أمر قاضي التحقيق بسبتة بالحفاظ على سرية التحقيق في ملف الجنود إلى حين الانتهاء منه، حيث من المتوقع أن يمتد التحقيق إلى أعضاء وجنود آخرين. وشمل التحقيق بعض الجنود المقيمين بثكنة «غونثاليت طابلاس» العسكرية، وثكنة «فوينتيس بيلا» بمدينة سبتة. ووفق ما توصلت إليه الجريدة، فإن الجنود الإسبان المعتقلين كانوا يقومون باستقطاب جنود آخرين من أجل إشراكهم في تهريب المخدرات من سبتة إلى إشبيلية، وخاصة في منطقة بويبلا ديل ريو. ويجهل الحرس المدني لحد الآن الكميات الحقيقية التي نجح الجنود في تهريبها. كما توصلت إلى أنه كان يتم شحن تجويفات مزدوجة بالسيارات بالمخدرات داخل المغرب قبل أن تعبر الحدود في اتجاه سبتة لتصل مدينة إشبيلية. وأفادت مصادرنا أنه لن يتم إيداع الجنود الإسبان مع معتقلي الحق العام بسجن «روساليس» بسبتة، بل سيتم نقلهم إلى سجن آخر وسط التراب الإسباني. وكانت الشرطة الإسبانية قد اعتقلت يوم 3 يونيو الماضي أحد أفراد الحرس المدني الإسباني وبحوزته 128 كيلوغراما من المخدرات عندما كان يعتزم نقلها إلى ميناء مدينة ألميرية، مدسوسة داخل شاحنة صغيرة. وذكر بلاغ للجيش الإسباني حينها أنه تم تقديم عنصر الحرس المدني الإسباني أمام المحكمة بتهمة تهريب المخدرات، حيث عثرت الشرطة الإسبانية على المخدرات مخبأة في تجويف مزدوج داخل سيارة عنصر الحرس المدني. عملية ضبط بعض عناصر الأمن أو الحرس المدني الإسباني ليست الأولى من نوعها، فقد سبق أن تم ضبط 760 كيلوغراما من المخدرات داخل شاحنة عسكرية إسبانية في مدينة مليلية أثناء توجهها كذلك إلى ميناء مدينة ألمرية. كما ضبطت حوالي 25 كيلوغراما من المخدرات مخبأة داخل عجلة شاحنة عسكرية كانت متوجهة ضمن فيلق عسكري للقيام بمناورات عسكرية بمدينة ألمرية في شهر فبراير من سنة 2008. وفي شهر أبريل الماضي تم ضبط 70 كيلوغراما من الحشيش في شاحنة عسكرية إسبانية كذلك بمدينة مليلية. وكان الحرس المدني بدوره قد فكك منذ شهور شبكة أخرى من الجنود الإسبان كان تختص بتهريب المهاجرين غير الشرعيين من المغرب إلى إسبانيا بوثائق هوية مزيفة.