ندد عدد من طلاب كلية أصول الدين بتطوان بالوضعية التي يعيشونها داخل الكلية، حيث مازال عدد من الأساتذة من الذين تمت إحالة أغلبيتهم على التقاعد منذ أزيد من عشر سنوات يزاولون مهامهم، بعدما «أصرت إدارة الكلية على الاحتفاظ بهم بعقد لا يفسخه سوى الموت»، يقول الطلاب. وهو احتفاظ تم لأسباب معقولة في بعض الحالات، يقول متحدث من الكلية، إلا أن حالة الشيخوخة والوهن التي يعاني منها هؤلاء الأساتذة، تحول بينهم وبين تأدية مهامهم على أحسن وجه مما يؤثر سلبا على تكوين الطلبة وينعكس على مردوديتهم الدراسية، مثلما حدث مؤخرا حيث انهار أحد الأساتذة داخل قاعة الدرس بسبب الوهن. وأفاد عدد من الطلاب أنهم يعانون من مشكل التواصل مع أحد الأساتذة بسبب فقدانه حاسة السمع، إذ يتسبب ذلك في حالة من الإحراج سواء بالنسبة للطلاب أو للأستاذ، وهو واقع يؤثر بشكل كبير على جودة الدراسة ومستوى التكوين. من جهة أخرى، فإن كلية أصول الدين بتطوان تعاني مؤخرا من مشاكل كبرى في مجال التوظيف، سواء على مستوى الإداريين أو الأساتذة، أو حتى فيما يتعلق بإتاحة الفرصة لخريجي الجامعات لمتابعة دراستهم بقسم الدراسات العليا، بحيث أثيرت مؤخرا زوبعة كبرى بمناسبة فتح التسجيل في «ماستر العقيدة والفكر»، وهو التسجيل الذي طال انتظاره من طرف الراغبين في متابعة دراستهم من مجازي الكلية، غير أن الشروط التي وضعتها الإدارة لاختيار 23 طالبا لم يتم احترامها، كما تم تسجيل تجاوزات اتصل في شانها بعض الطلاب بالجريدة، من الذين تضرروا مما وصفوه ب«المحسوبية» التي شابت عملية التعيين وليس «الانتقاء»، إذ «لم يتم احترام معيار الميزات ولا عملية الانتقاء» يقول المتحدثون. كما لم يخضع 272 مرشحا لأي انتقاء بناء على محتويات ملفهم، حيث تقدموا جميعهم للمقابلة المباشرة للانتقاء أمام لجنتين لا يوجد بين أعضائها مختصون في العقيدة والفكر، بل كان يقود اللجنة الرئيسية والتي قررت في مصير المرشحين أستاذ لمادة اللغة العربية لا علاقة له بالموضوع، في الوقت الذي بقي المتفوقون من خريجي الكلية خارج اللعبة يتفرجون على ما وصفوه ب«المهزلة». أساتذة آخرون اتصلوا بالجريدة يستنكرون استدعاءهم عبر الهاتف لحضور مقابلة الانتقاء، وهو «تصرف لا مسؤول من طرف هذه الكلية» يقول أحدهم، كما كشف بعض الأساتذة الغاضبين أن إدارة هذه الأخيرة رفضت الكشف عن لائحة المترشحين للتوظيف خصوصا في مادة العقيدة والحديث. مصدر آخر ذكر للجريدة أن بعض المترشحين للتوظيف في إطار اللغة الإسبانية مازالوا لم يتوصلوا لحد الآن بأي استدعاء رسمي من طرف الكلية، رغم أنه لم يبق على موعد عملية الانتقاء سوى أسبوع، حيث سيتم ذلك في 30 من الشهر الجاري، مما يطرح تساؤلات عديدة حول حجم الاختلالات التي تعرفها هذه الكلية سواء في شقها التكويني أو الإداري أو التوظيفي. وتعرف جامعة القرويين، التي تعتبر من أعرق الجامعات على الصعيد العالمي مشاكل متعددة وإهمالا فظيعا وصفه محدثونا ب«غياب إرادة للتغيير». حيث لم تشفع لها مكانتها في ذلك، حيث يبدو أن الدولة ووزارة التعليم العالي يسيران في اتجاه إهمال هذه المؤسسة أو ربما التخلي عنها نهائيا. وتشمل جامعة القرويين أربع كليات وهي كلية الشريعة بفاس وأخرى بأكادير وكلية للغة العربية بمراكش، وأخرى لأصول الدين بتطوان، التي أصبحت تعاني مشاكل متعددة. إهمال جامعة القرويين يتجلى في إبقاء منصب رئاستها شاغرا لمدة تزيد عن 12 سنة، في حين ظل منصب عمادة كلية الشريعة بأكادير شاغرا لمدة تناهز عقدا من الزمن، بينما ما زال يشتغل عميد كلية أصول الدين بتطوان في منصبه رغم إحالته على التقاعد منذ سنتين، حيث لم يتم تعيين نائب له نظرا، تقول مصادرنا، «لرفض العميد المطلق إحداث ذلك المنصب لأسباب تبقى مجهولة لحد الآن»، ليعتبر العميد الوحيد في المغرب الذي لا يتوفر على نائب له، إضافة إلى تعطيل مجلس الكلية.