للمرة الثانية على التوالي، اقتحمت قوات الأمن بمدينة طنجة الحي الجامعي للطلاب، صباح الأربعاء 24 دجنبر 2008، بعد تدخل أمني عنيف شنته ضد الطلاب زوال يوم الثلاثاء 23 دجنبر 2008، حيث اعتقلت قوات الأمن 4 طلاب بجامعة عبد الملك السعدي بطنجة، فيما أصيب طالب خامس بكسر في يده. في حين اعتقلت صباح أمس الأربعاء طالبا واحدا فقط، عندما كان متوجها عند البقال لشراء فطوره. وبذلك تكون الاعتقالات في صفوف الطلاب وصلت إلى 5 طلاب، ويوجد السادس مكسور اليد في مستشفى محمد الخامس بالمدينة. واقتحمت قوات الأمن بنايات الحي المخصص للطالبات، حيث اعتدت على أزيد من 5 طالبات، واحدة منهن شقت يدها، بينما شجت أخرى في رأسها، نقلوا في سيارة إسعاف إلى المستشفى، هذا، وأغمي على العشرات من الطالبات، بينما عمدت إدارة الحي إلى فتح الباب أمام قوات الأمن، وقطعت الهاتف لكي لا يتصل الطلاب بسيارات الإسعاف، أو غير ذلك، واستمرت قوات الأمن في محاصرة الطلاب داخل الحي الجامعي، وقالت طالبة من داخل الحي إن الطالبات يعشن رعبا حقيقيا. ويقاطع الطلاب الدراسة منذ يوم الثلاثاء، تشبثا بمطالبهم، وذلك في وقت تم الإعلان فيه عن توقيت الامتحانات للفصل الأول من الدراسة، وقال طالب لـالتجديد إن جماهير الطلاب الذين أفرغوا كليتي الحقوق والعلوم والتقنيات، فوجئوا صباح أمس الأربعاء بتدخل أمني عنيف للمرة الثانية. ووفق ما ذكره عدد من الطلاب لـالتجديد فإن سبب التدخل العنيف لقوات الأمن ضد الطلاب، منذ اليوم الأول للمقاطعة، أي الثلاثاء، كان على إثر خروجهم في مسيرة طلابية من أمام الحي الجامعي نحو كلية الحقوق ثم كلية العلوم والتقنيات، إلى أمام محطة الحافلات التي تقل الطلاب من أمام المركب الجامعي. وذكر مسؤول طلابي أن المسيرة التي قادتها مختلف الفصائل الطلابية، رفعت ملفا مطلبيا مكونا من 81 نقطة، أبرزها مطلب النقل الجامعي حيث تناقص عدد الحافلات من 21 إلى 5 تقل الطلاب، مما جعل الضغط عليها مرتفع، بل إن نتيجة ذلك، تأخر العشرات من الطلاب عن إجراء امتحاناتهم بالكلية خلال الأيام الأخيرة. وأضاف المسؤول ذاته أن الطلاب في تلك المسيرة، وبعدما رفضت الجهات المعنية الحوار حول مطالب الطلاب، حاصروا حافلة مطالبين بالحوار مع مسؤولي الشركة، إلا أنه عوض أن يأتي إليهم مسؤول بشركة، فوجئوا بتدخل أمني عنيف، تعقب الطلاب إلى داخل بيوتهم في الحي الجامعي، حيث اعتقل 4 طلاب، فيما أصيب واحد منهم بكسر في يده. ونقل الطالب المصاب بالكسر في سيارة إسعاف إلى مستشفى محمد الخامس بالمدينة، وشكّل الطلاب لجنة من أقارب المصاب تتابع تطورات حالته الصحية، ويتخوف هؤلاء من اعتقال المصاب بدوره، بعدما قبض عليه رجال الأمن. ويطالب الطلاب المحتجين في طنجة، في ملفهم المطلبي، بتوفير حافلات أكثر لتيسير النقل من الجامعة إلى المدينة، وفتح مطعم جامعي، إضافة إلى إضافة ساعات مداومة في المستوصف الجامعي، وتوسيع المقصف الجامعي، إضافة إلى توسيع عدد قاعات المراجعة الدراسية، وكذا توسيع الحي الجامعي حيث العشرات الذين كانوا يقطنون في إحدى بنايات الحي الجامعي التي فتحت هذه السنة للطالبات، مما جعل العشرات من الطلاب الذين كانوا يقطنون فيها إلى الكراء.