تشهد أكثر من جامعة توترات قوية بين الطلاب وقوات الأمن من جهة، وكذا بين الطلاب وإدارة هذه الجامعات، لأكثر من سبب، بعضها يرجع إلى عمليات الطرد التي شنها مديري الأحياء الجامعية ضد طلاب بعينهم دون مبرر قانوني واضح، فيما عرفت جامعات أخرى تشددا إزاء ملفات مطلبية للطلاب انتهت أحيانا بمداهمات أمنية أدت إلى توترات أوقفت الدراسة وأدخلت جامعات في مقاطعات مفتوحة للدراسة. وفي هذا السياق، تطورت عملية التضييق على أنشطة الطلاب، بعد عملية الطرد من الحي الجامعي بالجدية، إلى إقدام إدارة كلية العلوم بجامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة، يوم الاثنين 1 دجنبر 2008 ، على منع مهرجان تضامني مع الطلبة المطرودين من الحي الجامعي، دعا إليه فرع منظمة التجديد الطلابي بالجديدة، وذلك دون مبررات قانونية مقنعة، مما خلف استياء واسعا في صفوف الهيئات المدنية والحقوقية التي حضرت لدعم الطلبة المطرودين من الحي الجامعي. وحسب مصدر طلابي، فإن المهرجان التضامني مع المطرودين، الذي حضره ممثلون عن كل من المركز المغربي لحقوق الإنسان، ومنتدى كرامة لحقوق الإنسان، وممثلين عن الطلبة المطرودين، وفرقة النور الفنية، إضافة إلى رئيس منظمة التجديد الطلابي مصطفى الفرجاني، ووجه بالمنع من لدن الكاتب العام لكلية العلوم، دون أن يقدم مبررا حول ذلك أسباب. وأضاف المصدر أن قرار المنع لقي استهجانا واستنكارا من لدن ممثلي الهيئات التي حضرت، كما أدانت قرار مدير الحي الذي أقدم على طرد نحو 50 طالبا.وعلمت التجديد أن الطالب الذي تعرض لكسر في يده، ويعاني من عجز مدته 30 يوما، يستعد بمساعدة جمعيات حقوقية رفع دعوى قضائية ضد رئيس مصلحة الشؤون الطلابية بالحي الجامعي بالجديدة، فيما يستعد الطلبة المطرودون جميعا رفع دعوى أمام المحكمة الإدارية ضد قرار مدير الحي بطردهم من الحي. وكذا خوض أشكال نضالية جديدة، بعد اعتصامهم لأزيد من شهر، منها وقفة احتجاجية أمام المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية بالرباط. وفي سياق متصل، يواصل طلبة كلية الآداب بمكناس مقاطعتهم للدراسة، وذكر الحسين مسحات، كاتب فرع منظمة التجديد الطلابي بمكناس، أن قوات الأمن حاولت اقتحام الحرم الجامعي صباح يوم الثلاثاء، حيث وصلت إلى أمام باب كلية الآداب، وأكد المصدر أنه تحت ضغط الطلاب وتشبثهم بمطلبهم، من المقرر أن يجري نائب العميد حوارا مع وفد من منظمة التجديد الطلابي ممثلا للطلاب المقاطعين والمتضررين، وعبر مسحات أمله في يتوصل الطرفان إلى حل نهائي للمشاكل المطروحة.وبفاس، لا زالت مقاطعة الدراسة مستمرة، بكليتي العلوم والحقوق، فيما ذكر مصدر طلابي أنه قد تمتد مقاطعة الدروس إلى كلية الآداب ظهر المهراز بدورها، وأكد المصدر أن قوات الأمن التي كانت تطوق جامعة ظهر المهراز، قد انسحبت صباح أمس إلى مواقع جديدة في مسالك رئيسية تؤدي إلى الجامعة، بينما توقفوا عن تفتيش الطلاب ومطالبتهم بالكشف عن هويتهم، الشي الذي فسر على أنه بحث عن مطلوبين. وفي بيان له، استنكر فرع منظمة التجديد الطلابي ما تعرفه جامعة محمد بن عبد الله بفاس من انتهاك لحرمة الجامعة بعسكرتها ومرابطة قوات الأمن بالطرق المؤدية إلي كليات ظهر المهراز، وتدخل عنيف بالحي الجامعي السويسي، وخلق جو من الرعب في صفوف الطلبة. وأضاف البيان أن الفرع إذ يقف على هذه المقاربة الأمنية لما تعرفه الجامعة من أوضاع مضطربة، نتيجة استغلال بعض المحسوبين على الصف الطلابي لمشاكل الطلاب، واختلاق معارك وهمية الهدف منها جر الجامعة إلى جو من الإضطراب والفوضى، بعيدا عن مصالح الجامعة والطلاب. فإنه يندد بالمقاربة الأمنية في التعاطي مع مطالب الطلاب، كما حمّل مسؤولية توتر الأوضاع لكل منرئاسة الجامعة والداخلية.