- من هم الأشخاص الذين يرخص لهم الدين بالإفطار في رمضان؟ إن صيام شهر رمضان ركن من أركان الشريعة الإسلامية، إلاَّ أن الشرع الحنيف أباح لمجموعة من الناس الإفطار ورخص لهم ذلك لقوله عز وجل: (فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، وقوله تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين). والإفطار في نهار رمضان رخصة للمريض حتى يشفى، وللحائض والنفساء حتى تطهران، وللمسافر حتى يصل إلى مكان إقامته، وللحامل إذا شق عليها الصيام حتى تضع حملها وللمرضعة إذا كان الصيام يقلل من الحليب في ثديها حتى يصبح رضيعها قادرا على تناول الأطعمة غير الحليب. هؤلاء كلهم عليهم قضاء ما أفطروه بعد ذهاب العذر الذي من أجله أفطروا. أما الشيخ الهرم والمرأة العجوز غير القادرين على الصيام، وكذلك المريض مرضا مزمنا لا يرجى برؤه فعليهم الإفطار مع الفدية وهي إطعام مسكين عن كل يوم. – هل يعتبر من أصر على الصيام وهو غير قادر عليه آثما؟ الإفطار في رمضان لعذر رخصة تكرم الله بها على عباده المؤمنين، وهو عز وجل رحيم بعباده لا يكلفهم ما لا يطيقون، ومن هنا فإن الأخذ برخصة الإفطار لمن لا يقدر على الصوم أمر واجب، لأن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه. وحين يصر المرءُ على الصيام في حالة المرض أو العجز أو السفر أو أي سبب آخر، فإنه يعتبر آثما لأنه لم يأخذ بالرخصة وقد يكون قد ارتكب حراما إذا أدى ذلك الصيام إلى مضاعفات صحية خطيرة. وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في سفر له أحد الصحابة وقد ظلل عليه من شدة الإرهاق، فلما سأل عنه قالوا إنه صائم، فقال صلى الله عليه وسلم : «ليس من البر الصيام في السفر». – هل يمكن اعتبار نصح الطبيب للمريض بالإفطار بمثابة فتوى شرعية يجب الامتثال لها ولما جاءت به؟ إن تشخيص الطبيب للمرض من أهم ما يبني عليه حكم الفقيه في كون المرء يجوز أخذه برخصة الإفطار في رمضان، لأن الفقيه لا يمكنه أن يفتي بجواز الإفطار لكل من ادعى المرض، بل لا بد من رأي الطبيب، فإذا رأى الطبيب أن الصيام سيكون سببا في مضاعفات صحية للصائم، ونصحه بعدم الصوم، فإن المريض عليه أن يلتزم بذلك، ويزكي الفقيه ذلك ببيان أن الإفطار للمريض في رمضان هو امتثال لأمر الله لقوله عز وجل: (فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر)، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم للمسافر الذي أنهكه الصوم: «ليس من البر الصيام في السفر». ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه».