تمكنت مصالح الأمن بسوق الأربعاء الغرب من فك لغز جريمة القتل التي راح ضحيتها طبيب فرنسي صبيحة يوم الجمعة المنصرم بينما كان يقود سيارته، رفقة زوجته مغربية الأصل، بالطريق الوطنية رقم 1 قرب القصر الكبير. وقد جاء فك هذا اللغز بعض اعتقال المتشبه في اقترافه هذه الجريمة رقم 3 الذي اعترف للمحققين بأنه هو من أطلق النار على الضحية بواسطة بندقية صيد تمت سرقتها من إحدى الضيعات بالمنطقة. وقد كشف هذا الشخص، الذي تم توقيفه أول أمس الثلاثاء من طرف رجال الشرطة القضائية التابعين لمندوبية المنطقة الأمنية سوق الأربعاء الغرب، أنه وباقي زملائه كانوا يشكلون عصابة إجرامية مختصة في مهاجمة سيارات المهربين ممن يستعملون الطرق الرابطة بين شمال المملكة ومدن الوسط والجنوب، حيث كانوا يهددونهم بواسطة بندقية صيد مسروقة قبل أن يقوموا بالاستيلاء على ما بحوزتهم من سلع وبضائع مختلفة يحملونها على متن سياراتهم. كما أقر هذا العنصر بأن إطلاق النار على الطبيب الفرنسي تم وهو، وباقي زملائه أيضا، في حالة سكر طافح، وأنه لم يكن في نيتهم الإجهاز عليه بقدر ما كان الهدف من عمليتهم هو الاستيلاء على سيارته ومحتوياتها. وقد قاد التحقيق مع هذا العنصر إلى كون هذه العصابة لها ارتباط بالعناصر التي كانت موضوع عدد من التقارير الأمنية وقيل إنها كانت تهاجم سيارات المهربين الذين يسلكون هذه الطريق منذ الصيف الماضي والتي تم القبض على بعضها فيما بقي العنصر، الذي ألقي عليه القبض على إثر هذه العملية، في حالة فرار وظل يمارس نفس النشاط مستفيدا من تحرج المهربين من وضع شكايتهم لدى الأمن خوفا من المتابعة. وقد جاء اعتقال هذا العنصر بينما كان يتسكع بالقرب من أحد المقاهي بسوق الأربعاء، حيث ارتاب رجال الأمن الذين تسلموا أوصاف المهاجمين الأربعة -وفق ما أفادت به زوجة الطبيب الفرنسي رجالَ الدرك الذين حققوا في هذه الجريمة- في تحركاته وانتبهوا إلى كونه غريبا عن المنطقة، فقاموا بتوقيفه. وبعد إخضاعه للبحث، كشف لهم عن ملابسات هذه الجريمة، ليتم تسليمه إلى لعناصر الدرك الملكي باعتبارها السلطة المكلفة ترابيا بالتحقيق. وقد استنفرت هذه الجريمة مختلف أجهزة الأمن، كما كثفت وزارة الداخلية اجتماعاتها الماراتونية مع القيادة العليا للدرك الملكي والأمن الوطني من أجل تنسيق الجهود في البحث الخاص بهذه القضية وجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول هويات الأشخاص الأربعة الذين كانوا ملثمين. ولم يستبعد المحققون فرضية أن تكون للعملية علاقة بتصفية حسابات بين عصابات متنافسة تتاجر في المخدرات أو بحادث إرهابي أو جريمة حق عام. كما صدرت تعليمات صارمة بالقبض على العصابة في أقرب الآجال، لأن الجريمة تعد حادثا غير مسبوق في المغرب، قادها أشخاص ملثمون يحملون السلاح، ولأن الضحية من أصل فرنسي. وقد وقع هذا الحادث على مستوى دوار بناندة بجماعة قصر بجير القروية الواقعة على بعد 36 كلم عن مدينة العرائش في اتجاه القصر الكبير. والفرنسي يدعى «إيف بييمار» ويبلغ من العمر 62 سنة.