اعترف بادو الزاكي الناخب والمدرب الوطني أن المنتخب الوطني الأول لكرة القدم وجد صعوبات كبيرة للخروج بفوز بشق الأنفس، أمام منتخب ليبيا بهدف لصفر، مساء أول أمس الجمعة بملعب أكادير الكبير، في مستهل تصفيات المجموعة السادسة المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 التي ستجري بالغابون. وأكد الزاكي أن حسن تنظيم منتخب ليبيا فرض على المنتخب المغربي تقديم أداء متوسط إلى أقل من المتوسط، قبل أن يتحسن الأداء بنفس اللاعبين لكن بشاكلة لعب مختلفة ولكن أيضا بعد توجيه اللاعبين لتطبيق التعليمات. ووعد الزاكي بأن الفريق الوطني لا يزال في جعبته الكثير و بأنه سيظهر بصورة أفضل مستقبلا، و بأنه سيعمل انطلاقا من المعسكر الإعدادي المقبل كي لا يتكرر ما حصل في الشوط الأول. – ما هي قراءتك للمباراة؟ في البداية لا يسعني إلا أن أهنئ المنتخب الليبي الذي قدم مباراة كبيرة، وقد كنت أنتظر أن تكون المباراة بهذا الشكل لأن المنتخب الليبي في عز الثورة تمكن من التأهل لكأس أمم إفريقيا التي كانت في الغابون و غينيا الإستوائية، بل و تجاوز الدور الأول رغم الإكراهات التي كان يعيشها و في نفس الظروف تمكن من الفوز ببطولة إفريقيا للاعبين المحليين رغم ما عاشه من مشاكل. منتخب ليبيا قدم مباراة كبيرة وكان منظما بشكل جيد و صعب علينا المأمورية بشكل كبير في الشوط الأول بعد أن أغلق أمامنا جميع المنافذ. – ما الذي تغير في الشوط الثاني؟ في الشوط الثاني غيرنا طريقة اللعب من 4-2-3-1 و أصبحنا نهاجم بثلاث إلى أربع مهاجمين، كما أصبحنا نلعب بالحسين خرجة لوحده وراء المدافعين و لاعبي وسط هجومي هما عمر القادوري و منير العوبادي وراء عبد الرزاق حمد الله، حينها فقط تمكننا من استرجاع وسط الميدان و استرجعنا أيضا اللعب العمودي وبدأنا نصنع فرصا سانحة للتسجيل و تمكنا من إحراز هدف مبكر مع انطلاقة الشوط الثاني، وكان بإمكاننا تسجيل أهداف أخرى لولا التسرع أو سوء الحظ. على العموم و بكل صراحة ورغم العياء الذي ظهر بشكل كبير على المنتخب الليبي لكنه قام بمباراة كبيرة أهنئه عليها، كما أهنئ لاعبي المنتخب الوطني على الفوز و النقاط الثلاث رغم أنه على الورق كانت تظهر مباراة سهلة و لكي كنت أتوقعها أن تكون بهذا الشكل. – هل أنت مرتاح لأداء الحارس منير المحمدي؟ لم نغامر بإشراك الحارس منير المحمدي الذي لعب بشكل جيد أمام منتخب عالمي من قيمة الأورغواي وهو أيضا يمارس في البطولة الإسبانية، و بالتالي فإنه ليس بحارس مبتدئ و لولا هذا الحارس لكان بإمكان منتخب ليبيا أن يعود بنقطة التعادل التي كان يستحقها. – ماذا عن إشراك فؤاد شفيق أساسيا وهاشم مستور في آخر الدقائق؟ أظهر فؤاد شفيق للكثيرين و في مقدمتهم المدرب الوطني أنه يملك مؤهلات كبيرة، مما سيجعلنا مستقبلا أمام إمكانية إشراك نبيل درار في مراكز أخرى لإتقانه اللعب في أكثر من مركز بحسب ما ستفرضه الأيام و الشهور المقبلة. هاشم مستور لاعب موهوب و صغير السن و لحسن الحظ أنه عائد من الإصابة التي غيبته عن فريقه أسي ميلان، و قد أشركناه في آخر الدقائق لكي يتأقلم مع أجواء المنتخب الوطني، و حتى يصبح لاعبا مغربيا يمكن أن نعتمد عليه لاحقا، علما أنه في حال استرجع مستواه و أصبح أساسيا في فريقه ستصبح المناداة عليه صعبة مما جعلنا نتحرك نحوه من الآن. – ما الذي تغير في الأداء ما بين ودية الأورغواي و رسمية ليبيا؟ الذي تغير بين مباراة أوروغواي و اليوم أمام ليبيا كان على مستوى النتيجة، بأن تمكننا اليوم من تحقيق الفوز، بينما انهزمنا أمام الأورغواي و ما ينبغي أن نعيه أنه ليست هناك مباراة تربح قبل أن تلعب و ليست هناك مباراة سهلة، لهذا فإن المنتخب الليبي الذي كان يظهر أنه في عطلة إلا أن نتائجه في المدة الأخيرة كانت دائما أفضل من نتائج المنتخب المغربي سواء في كأس أمم إفريقيا 2012 بالغابونوغينيا الإستوائية أو ببطولة إفريقيا للاعبين المحليين «الشان»، و بالنسبة لي في أول مباراة رسمية للمنتخب المغربي بعد عطالة أزيد من عام و ما تحقق هو فوز مهم و ثلاث نقاط مهمة، ولا يزال المنتخب المغربي بجعبته ما يعطي وأن يقدم مباريات أحسن من هاته، فرغم تقديمنا لمباراة كبيرة أمام الأورغواي انهزمنا لكن اليوم بمباراة متوسطة أو أقل من متوسطة ليس باختيارنا بل المنتخب الليبي هو الذي فرض علينا أن نقوم بهذه المباراة. – كيف تنظر لأداء اللاعبين خاصة في الشوط الأول؟ في الشوط الأول ضيعنا وسط الميدان الذي سيطر عليه المنتخب الليبي الذي كان يدافع بعشرة لاعبين، ويعتمد على الهجمات المضادة رغم أنه لم يتمكن من الوصول لمرمانا في هذا الشوط، لكننا بالمقابل لم نكن منظمين بشكل جيد، إذ كنا نشاهد محسن ياجور و عمر القادوري وعبد الرزاق حمد الله و نور الدين أمرابط كل هذا الرباعي كانوا ينتظرون التوصل بكرات سهلة و تركوا الحسين خرجة و منير عبادي وسط خمسة لاعبين ليبيين الذي سيطروا على الوسط في غياب هجوم قوي لكنه تمكن من سحب قتاليتنا و الهجمات العمودية للبحث عن الهدف و هو ما جعل المنتخب المغربي يظهر بشكل مشوه و صراحة لم أعرف المنتخب المغربي في الشوط الأول، و لا أستبعد نوعا من استصغار الخصم. في الشوط الثاني و بعد أن وجهت لوما للاعبين وإعادة توزيع التعليمات و بعد متغيرات التمركز و شاكلة اللعب سيطرنا على الوسط و لعبنا بشكل أفضل و اقتربنا أكثر من المرمى و شاهدنا كيف أن عمر القادوري الذي كان غائبا في الشوط الأول و لم يتمكن ولوج منطقة العمليات فإنه تمكن في الشوط الثاني من تسجيل الهدف. -هل يمكن إرجاع تراجع الأداء لنهاية الموسم؟ لا يمكن أن نختبئ وراء مبررات أعتبرها بعيدة عن الواقع، و واقع اليوم أن المنتخب الليبي كان منظما بشكل جيد، و صعب علينا المأمورية، بينما لاعبونا في الهجوم عمر القادوري و عبد الرزاق حمد الله و محسن ياجور و نور الدين أمرابط كانوا يعتقدون أنهم كلما لمسوا الكرة سيسجلون، و الأربعة كانوا ينتظرون الكرة عند منطقة العمليات، مما جعلنا نضيع شوطا كاملا بتمريرات خاطئة وضياع للكرة، كما لم نتمكن أمام حسن تنظيم المنتخب الليبي من الوصول إلى مرماه إلا بواسطة منير عبادي الذي أتيحت له فرصة و لم يفلح في التسجيل. لذا بالنسبة لي لا يتعلق الأمر بعياء نهاية الموسم، بل كنا أمام مباراة فخ، لم نركز بشكل جيد في الشوط الأول، بينما و بعد تغيير في طريقة اللعب في الشوط الثاني تنظمنا و أصبح المنتخب المغربي يصنع فرص سهلة للتسجيل، و بقليل من الحظ لكنا نتحدث عن حصة أخرى، و لحسن حظنا أننا بقينا منتصرين و لم تتمكن ليبيا من التسجيل في الدقيقة الأخيرة بعد أن افتقدنا للجدية في التعاطي مع الدقائق الأخيرة بعد أن ضاعت الكرة من منير عبادي و كادت تتسبب في هدف التعادل. – ما الذي ينبغي تذكره من هذه المباراة ؟ ينبغي أن ننسى مباراة ليبيا و خاصة الشوط الأول الذي ينبغي ألا يتكرر مستقبلا، و نحتفظ بالأمور الإيجابية و أن نصحح الأمور السلبية في أقرب وقت ممكن، و إذا كان المنتخب الليبي اليوم انهزم بهدف لصفر فلأنه كان منظما بشكل جيد و صعب علينا المأمورية و جميع المباريات تختلف.