أمام جمهور تجاوز تعداده - بالتأكيد - الأربعين ألف متفرج، ملأوا كل جنبات ملعب أدرار الكبير (رغم أن المنظمين أعلنوا رقم 38.912 متفرجا)، خاض منتخبنا الوطني مباراة قوية أمام منتخب عالمي، راكم من الخبرة والتجربة ما يجعل منه مدرسة قائمة الذات، لها أسلوبها ومرجعياتها. وقد واجهه منتخبنا بتشكيلة مخضرمة، حضر فيها لاعبون من ذوي التجربة كالحسين خرجة ومبارك بوصوفة والمهدي بنعطية، إلى جانب لاعبين شبان، أو يلعبون لأول مرة، كأحمد المسعودي وياسين بامو والحارس منير لمحمدي. وعموما، فقد أبان منتخبنا عن قناعات محترمة، حيث وقع لاعبوه على شوط أول كانت فيه الهيمنة على الكرة لصالحهم، لكنهم كانوا أمام منتخب يلعب بصرامة دفاعية كبيرة، ويخنق المحاولات الهجومية للخصم، انطلاقا من منطقة الوسط، التي أكثر فيها عناصر المنتخب من التمريرات الخاطئة. ولم تترك عناصر الأورغواي المساحات للاعبي المنتخب كي يقوموا ببلورة لعبهم، مما جعلهم، لفترات خلال هذا الشوط، يقومون بعمليات غير مكتملة. وكان ينبغي انتظار حتى حدود الدقيقة 18 لنرى أول محاولة مكتملة ومحققة لمنتخبنا الوطني، كان من ورائها كريم الأحمدي الذي انفرد بالحارس الأورغوياني «موسليرا» لكنه سدد جانبا. كما ضاعت محاولة أخرى من حمد الله لمبالغته في المراوغة (د.20). وتم تسجيل أول محاولة محققة للأورغواي، شكلت خطورة على مرمى منير محمدي لولا تدخل أشرف لزعر (د.26)، والذي أبان عن إمكانيات محترمة. وكان النصف الثاني من هذا الشوط غنيا بالمحاولات من الطرفين، مع امتياز للمنتخب الوطني، الذي ضاعت منه بعض المحاولات السانحة بواسطة لمرابط، تلتها عند نهاية هذا الشوط أجمل وأخطر محاولة، وكان من ورائها عبد الرزاق حمد الله، الذي توصل بكرة من درار عالجها بقذفة بالكعب، اصطدمت بالعمود الأيمن لمرمى حارس الأورغواي، لتضيع على المنتخب الوطني فرصة هدف، كان سيبقى خالدا في الذاكرة طويلا لو تحقق. وقد حاول المنتخب الوطني، خلال الشوط الثاني، أن يستمر على نفس الإيقاع، لكن خطأ للمدافع درار، من خلال عملية جدب من الخلف في حق مهاجم الأورغواي «دييغو رولان»، ستعطي لمهاجم باري سان جيرمان «إدينسون كافاني» فرصة التوقيع على هدف التقدم من ضربة جزاء، أعلن عنها حكم المباراة السينغالي «ديديو مالانغ» في حدود الدقيقة51 . وبعد هذا الهدف، حاولت عناصر المنتخب العودة في النتيجة، وتم إهدار بعض المحاولات التي لم تجدي أمام دفاع قوي ومتمرس للأورغواي، والذي قام مدربه تاباريز بأربعة تبديلات خلال هذا الشوط، فيما بادو الزاكي، ولإعطاء دينامية أكبر لهجوم المنتخب، بادر الى إقحام كل من أحمد المسعودي كبديل للأحمدي، ولبيض كبديل لبوصوفة الذي وقع على مباراة كبيرة، ومحسن ياجور كبديل لنور الدين امرابط، ثم ياسين بامو كبديل لحمد الله. هذه التغييرات على كثافتها لم تعط أية نتيجة، رغم بعض المحاولات المحققة لكل من القادوري (د.77)، وياجور ولبيض (د.81)، ثم أخرى للزعر (د.85)، لتنتهي المباراة لصالح منتخب أورغوياني يجر وراءه تجربة كبيرة، مع التأكيد على أن أداء منتخبنا يبقى مشرفا، ونتمنى أن يتم الخروج من فترة التجريب للاستعداد لأول استحقاق رسمي ينتظر العناصر الوطنية خلال شهر أكتوبر القادم، حيث سيضعون أولى خطواتهم في مشوار التصفيات القارية المؤهلة لنهائيات مونديال روسيا 2018. وعلى العموم، فقد شكلت هذه المباراة اختبارا حقيقيا لأسود الأطلس، و فرصة حقيقية للوقوف على مدى جاهزية العناصر، التي تمارس في البطولات الأوروبية والمحلية والتي تمت المناداة عليها لأول مرة. يذكر أن المنتخب المغربي خاض تحت قيادة الناخب الوطني بادو الزاكي، منذ توليه مهمة تدريب «أسود الأطلس» في ثاني ماي الماضي، تسع مباريات إعدادية فاز في ست منها على منتخبات الموزمبيق (4 - 0) وليبيا (3 - 0) وإفريقيا الوسطى (4 - 0) وكينيا (3 - 0) وبنين (6 - 1) وزيمبابوي (2 - 1)، وتعادل مع منتخب قطر بدون أهداف، وخسارتين أمام منتخبي أنغولا (0 - 2) وروسيا (0 - 2).