لقي شاب مصرعه بحي بوسكري بمدينة مراكش، زوال الأربعاء الماضي، إثر انهيار سقف منزل أسرته، المصنف ضمن المنازل الآيلة للسقوط لدى المصالح الوصية على السكنى والتعمير بالمدينة الحمراء. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر مطلعة، فإن شابا في عقده الثاني لقي حتفه تحت أنقاض سقف منزل أسرته بالمدينة العتيقة، الذي لم تتخذ في حقه السلطات المحلية والمجالس المنتخبة الإجراءات الاحترازية من أجل تفادي كوارث بشرية. واستنادا إلى معلومات حصلت عليها «المساء»، فإن «عبد العاطي. أ»، المزداد سنة 1988، لفظ أنفاسه الأخيرة تحت الأتربة والحجارة، بعد أن أصيب باختناق شديد ورضوض في الرأس والأطراف، بعد أن كان يغط في نوم عميق. وأوضحت مصادر «المساء» أن الشاب، الذي عرف بأخلاقه الحميدة، خلد إلى النوم، بعد يوم مضن من العمل، وصيامه أول أمس الأربعاء، حيث دأب على صيام ثلاثة أيام في الأسبوع من شهر شعبان. وفوجئ سكان حي بوسكري بانهيار سقف المنزل المصنف ضمن الدور الآيلة للسقوط، فهرعوا بمجرد أن سمعوا دوي الانهيار صوب المنزل المذكور، حيث صطدموا بمشهد رهيب، زاد من رهبته صراخ الأم، وكل أفراد أسرة «عبد العاطي». وعمد بعض شباب الحي لإنقاذ الشاب العشريني، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، خصوصا بعد أن تراكمت أكوام من الأتربة والحجارة فوق جسد «عبد العاطي»، مما جعل مهمتهم صعبة التحقق. وبمجرد أن تم ربط الاتصال بمصالح الوقاية المدنية، قامت عناصر بالحفر تحت الأنقاض، قبل أن يتمكنوا من استخراج جثة الهالك، فيما باشرت عناصر من الشرطة القضائية وآخرون ينتمون للشرطة العلمية والتقنية تحقيقاتهم لمعرفة ظروف وملابسات الوفاة، في الوقت الذي هرع ممثلو السلطات المحلية إلى مكان الحادث، لإعداد تقرير حول حادث الانهيار. وعلمت «المساء» أن عددا من مالكي وقاطني الدور الآيلة للسقوط، سبق أن تقدموا بشكايات إلى المصالح المختصة من أجل التدخل العاجل لتفادي انهيارات ووقوع كارثة لا تحمد عقباها، لكن بطء الإجراءات والمساطر والقرارات، حال دون اتخاذ تدابير وتجنب مأساة وفاجعة تستوجب فتح تحقيق وترتيب الجزاءات. هذا، ولا تزال المئات من المنازل الموجودة داخل أسوار المدينة العتيقة لمراكش مهددة بالانهيار ووقوع مآس وفواجع، في الوقت الذي يعرف فيه قرار السلطات والمؤسسات المعنية بطئا شديدا.