عشق رياضة الملاكمة حتى النخاع، تعلم أصولها في حلبة الحي المحمدي، كان الفتى ابن مدرسة الاتحاد البيضاوي طموحا، استطاع بفضل نتائجه الجيدة في كل الاستحقاقات الوطنية أن يضمن لنفسه مكانا بارزا في خانة اللاعبين الدوليين، شارك في العديد من الملتقيات العالمية طيلة مسار رياضي امتد لسنين طويلة، واستطاع أن يحقق نتائج جيدة منحته ثقة كل المسؤولين عن رياضة الملاكمة، وبعد تألق متواصل على الخشبة انتقل عشيق إلى ميدان التدريب إذ يشغل حاليا منصب المدرب المساعد للمنتخب الوطني. «المساء» استضافت عبد الحق عشيق في حديث صريح يحاصر من خلاله نتائج رياضة الملاكمة في الاستحقاقات الأخيرة. - كيف تم استدعاؤك لتدريب المنتخب برغم رفضك التام لذلك من قبل، هل من تفاصيل توضيحية؟ رفضت قبلها لأنني لا أحبذ فكرة العمل في جو عمل مكهرب، في ظروف صعبة وغير ملائمة، فقد كنت دائما أفضل العمل في أجواء صافية، بعيدا عن المشاكل والأحقاد، وقد اتصل بي أحد أعضاء الفريق التقني للإشراف على المنتخب، فقلت لهم رجاء امنحوني مهلة للتفكير. - وماذا حدث بعد ذلك؟ بعدها اتصل بي رئيس الجامعة المغربية للملاكمة، جواد بلحاج، للالتحاق بالفريق الأول، سألني إن كانت لدي أية مشاكل سابقة مع الإدارة التقنية الحالية، وهو ما نفيته جملة وتفصيلا، وأكدت له أنه تربطني بهم علاقة طيبة، ولبيت الدعوة بكل سرور، حبا في القميص الوطني، ورغبة في الاشتغال مع الإدارة التقنية الحالية، واحتراما لرئيس الجامعة، لقد دخلنا جميعا مجال التدريب كمتطوعين للرفع من مستوى رياضة الملاكمة وإعادتها إلى سابق عهدها، وبعدها جاءت عقود العمل. - كيف علمت بصفاء الأجواء داخل المنتخب؟ كنت أعرف عثمان فضلي كملاكم ومدرب وطني، وواحد من الأطر التقنية التي لا تبحث عن المشاكل، وقد اشتغلت قبلها مع رابح حنفي لمدة سنة، لذلك كان الاختيار سهلا، فأنا كنت مدعوا للعمل مع أصدقاء أعرفهم من قبل، وهو الأمر الذي سيسهل علي عملية التواصل مع الجميع دون عناء، لقد كانت الأجواء جيدة تبعث على الارتياح، والعمل الجاد، وفق عمل احترافي بتقنيات جديدة في رياضة الملاكمة، لقد تفاجأت فعلا بطبيعة العمل الجيد، لقد سبق لي أن اشتغلت مع مدربين سابقين يتكتمون على أسرار المهنة، يريدون الاحتفاظ بكل شيء لأنفسهم، أما عثمان فيرغمك على الاستفادة من كل دروس التكوين، لقد استفدت كثيرا منه برغم تجربة ثلاثين سنة في رياضة الملاكمة، يملك طريقة ممتازة للتعامل مع الملاكمين، بأسلوب حواري منفرد، يقرأ أفكار الملاكمين، ويتفهم ظروفهم، يعرف كيف يعبر لقراءة نفسية الرياضيين، وقد يسهل الاستغناء عن عبد الحق عشيق ولكنه لا يمكن أبدا الاستغناء على هذه الأطر التقنية الواعدة التي ستقدم الشيء الكثير لرياضة الملاكمة بالمغرب. - ولكن تواجد أطر تقنية جيدة لا يعني بالضرورة حصد الألقاب في ظل غياب ملاكمين متمرسين؟ أشاطرك الرأي، ولكننا عملنا جميعا على توزيع المهتم داخل المنتخب المغربي للملاكمة، أعمل على تصحيح أخطاء الملاكمين، وحنفي يقوم بمهمته كمدرب وطني، ويسهر فضلي على البحث عن معسكرات تدريبية، لقد استطعنا بفضل انسجامنا مع الملاكمين، أن نقدم عملا جبارا استحسنه الجميع، فخلال خمسة أشهر فقط استطعنا أن نحقق نتائج جيدة، أعدنا الثقة للملاكمين في مدربيهم الحاليين، انعدمت الصراعات الداخلية بين الملاكمين والمدربين، أصبحت هناك سهولة في التجاوب بيننا جميعا، لقد قدمنا لهم لقاحا جديدا صحيا، استطاعوا بفضله أن يحققوا إنجازات هامة جدا. - شاركتم بالفريق الجديد في ألعاب البحر الأبيض المتوسط ببيسكارا، كيف كانت الحصيلة؟ احتل المنتخب المغربي للملاكمة الرتبة السادسة بميداليتين فضيتين وميداليتين برونزيتين، وذلك بمشاركة سبعة ملاكمين فقط. - وماذا حققتم في بطولة إفريقيا بجزر موريس؟ في جزر موريس، شاركنا بالفريقين الثاني والثالث، وفزنا ببطولة إفريقيا، برصيد ثلاث ميداليات ذهبية، وميداليتين فضيتين، وميداليتين برونزيتين من بين سبع عشرة دولة مشاركة، وهي المرة الأولى التي يحصل فيها المغرب على الرتبة الأولى. - وماذا عن بطولة العالم بميلانو الإيطالية؟ وصل ملاكم واحد إلى ربع النهائي، ولعب ثمانية لاعبين دور ثمن النهائي بعد أن لعب كل ملاكم أربع مباريات، وتعتبر هذه نتائج حسنة في ظل مشاركة 555 ملاكما من 165 دولة، لقد شاركنا بسبعة ملاكمين، وكانت منافسة قوية، وهذا إنجاز جيد مقارنة مع فترة الاستعداد التي لم تتجاوز الخمسة أشهر. - بعدها رحلتم إلى لبنان للمشاركة في الألعاب الفرنكفونية؟ بعد تعب الفريق الأول توجهنا إلى بيروت بالفريق الثاني معززا بثلاثة ملاكمين من الفريق الأول»بوشتوق، مصباحي، والعرجاوي» وكان هذا باقتراح من فضلي عثمان المدير التقني وذلك لفسح المجال أمام ملاكمين آخرين يرغبون في التتويج، لأننا لا نملك فريقا أولا كبيرا رسميا،استطعنا أن نحصل على ثلاث ميداليات فضية، وبرونزيتين، وهذه نتيجة تشجيعية إلى كل الملاكمين. - وماذا عن مستقبل رياضة الملاكمة؟ المستقبل يبشر بالخير، عززنا لائحة الملاكمين بآخرين شبان، سيتم إقحامهم مع الكبار وتهييؤهم لكأس محمد السادس في مراكش، ودوري بلحاج بالرباط، وسيرحل ثلاثة ملاكمين بعد عيد الأضحى للمشاركة في دوري كأس أزربيدجان، « بوشتوق في وزن 48 كلغ» العرجاوي في وزن 91 كلغ» «وبركي في وزن 75 كلغ.