رغم العروض السخية لشركات السيارات الجديدة التي ابتدأت قبل شهر تقريبا، والتي وصلت إلى حد تخفيض 9 ملايين سنتيم على إحدى أنواع سيارات «سيتروين» أو 6 ملايين سنتيم بالنسبة للصانع الفرنسي الآخر «رونو»، إلا أن ذلك لم يكن له الوقع الجيد على السوق الذي مازال يسجل انخفاضا يقارب 8 في المائة منذ بداية السنة وإلى غاية آخر شهر أكتوبر المنصرم، حيث تم بيع حوالي 51 ألف سيارة مقابل أكثر من 59 ألفا خلال نفس الفترة من 2008 بحسب آخر إحصائيات جمعية مستوردي السيارات بالمغرب (إيفام). ويرجع المهنيون سبب هذا التراجع إلى الانخفاض المتواصل الذي عرفته مبيعات السيارات الجديدة المستوردة، حيث فاقت نسبته 14 في المائة، ولم تسجل إحصائيات الجمعية سوى 78.6 ألف سيارة بيعت منذ بداية السنة وإلى غاية أكتوبر المنصرم مقابل 85.4 ألفا في 2008، ولولا المبيعات الجيدة للسيارة الاقتصادية «داسيا» لكان الانخفاض السنوي في المبيعات أكثر من 8 في المائة، حيث باعت شركة «رونو» أكثر من 1888 سيارة «داسيا لوغان» خلال شهر أكتوبر لوحده، وحوالي 14.5 ألف وحدة خلال العشرة أشهر الماضية، لتحتل بذلك الصدارة في حصة السوق المغربي بالنسبة للسيارات المركبة محليا بأكثر من 52 في المائة، وحوالي 21.6 في المائة كنسبة نمو سنوي . إلى جانب «داسيا لوغان» عرفت السيارات الأخرى المركبة بمصانع «صوماكا» نموا مهما فاق 13 في المائة، حيث بلغ مجمل مبيعات هذا الصنف 23.4 ألف سيارة مقابل 20.3 ألفا في 2008، ويحتل الصانع الفرنسي «رونو» الصدارة بمبيعات فاقت 611 وحدة خلال شهر أكتوبر لترتفع مجمل مبيعاته في 2009 إلى 5637 سيارة وذلك بفضل الموديلات الجديدة التي طرحتها بالسوق المغربي مؤخرا وخصوصا «ميغان الجديدة» و«سينيك»، أما الرتبة الثانية فاحتلها الصانع الكوري الجنوبي «كيا موتورز» ببيعه 6087 سيارة في عشرة أشهر، متبوعا بشركة «هيونداي»، التي احتلت الصف الثالث بمبيعات ناهزت 5048 وحدة في 2009، ليأتي فيما بعد الصانع الفرنسي الآخر «بوجو» الذي باع 458 سيارة خلال شهر أكتوبر وأكثر من 5664 وحدة في 2009. ولعل الملفت في إحصائيات «إيفام»، هو المبيعات الغير متوقعة للصانع الأمريكي «فورد» الذي باع أكثر من 3286 سيارة في 10 أشهر بفضل المبيعات الجيدة للماركة «فييستا»، كما حققت مبيعات الصانع الألماني «فولسفاغن» مبيعات مهمة قاربت 380 سيارة في شهر أكتوبر وأكثر من 3848 خلال هذه السنة، لكن بالمقابل لم تسجل إحدى الشركات أي رقم خلال هذه السنة بينما باعت في 2008 حوالي 9 سيارات، ويتعلق الأمر بشركة «كريزلير». وفي تصريح ل«المساء» قال العربي بلعربي رئيس الجمعية المغربية لصناعة وتجارة السيارات «أميكا»، أن الآفاق المستقبلية للسوق تبقى واعدة، ومن المحتمل أن تكون السنة القادمة أفضل بكثير من هذه السنة فيما يخص مبيعات السيارات الجديدة، والتي عرفت مزاحمة السيارات القديمة القادمة من الخارج، بحيث سيصل عددها ما بين 25 و 28 ألفا في 2009، مضيفا أن ذلك يمكنه أن يشكل خطرا على سوق السيارات الجديدة مستقبلا، ومن هذا المنطلق «لدينا مباحثات مع الحكومة لمعرفة سبب هذا الارتفاع المفاجئ لمبيعات السيارات القديمة الآتية من الخارج، وبالتالي وضع مخطط للحد من هذه الظاهرة التي تضر بالشركات المصنعة والمستوردة للسيارات الجديدة دون نسيان تأثيرها السيء على البيئة»، وعن السيارة الأكثر مبيعا في المغرب، أكد بلعربي أن «لوغان» ستظل في القمة لسنوات قادمة قد تصل إلى4 أو 5 سنوات، ومن المتوقع أن تغزو أسواقا إفريقية أخرى بعد أن دخلت إلى السوق المصري مؤخرا. وأشار بلعربي إلى أن جمعية «أميكا» ستنظم في الفترة ما بين 19 و 22 نونبر الحالي المعرض الثاني الأورو متوسطي المتخصص في قطاع السيارات، حيث من بين أهداف «تيك-أوطو 2009» مساعدة الفاعلين الرئيسيين في صناعة السيارات لتطوير الشراكات الاستراتيجية وتعزيز حظوة المغرب كملتقى لإنتاج وتصدير السيارات وتحقيق التنمية المستدامة في منطقة البحر الأبيض المتوسط .