رغم التطور الذي عرفته مبيعات السيارات خلال السنة الفارطة، فإن أمام قطاع السيارات، المركبة محليا أو المستوردة، إمكانيات كبيرة للتطور، فقد وصل عدد السيارات التي تجوب الطرق المغربية إلى 2.2 مليون سيارة وبلغ عدد السيارات لكل ألف مغربي لا يتعدى 60 سيارة، هذا في الوقت الذي يصل فيه هذا العدد إلى 80 سيارة لكل ألف مواطن في تونس، وهو العدد الذي يقفز إلى 400 سيارة في بعض البلدان في أوربا. وقد تخطت مبيعات السيارات الجديدة بالمغرب، ولأول مرة، عتبة 100 ألف سيارة التي كانت حلما أعلنت جمعية مستوردي السيارات بالمغرب عن رغبتها في الوصول إليه، بداية السنة المنصرمة، وهو ما تحقق خلال نهاية دجنبر 2007 بالإعلان عن الأرقام المفصلة لمبيعات السيارات الجديدة على مستوى مختلف الأنواع، حيث عرفت تطورا مهما في حجم المبيعات مقارنة بسنة 2006، سواء النوع الاقتصادي أو السياحي أو النفعي أو حتى السيارات الفارهة. غير أن مستوى انتشار السيارات بين المغاربة مازال ضعيفا، حيث يصل المعدل إلى 60 سيارة لكل ألف مغربي، بينما يصل في تونس إلى 80 سيارة، وقد يرتفع هذا العدد إلى 400 سيارة في أوربا. ويرجع المراقبون هذه الطفرة، التي يعرفها سوق السيارات بالمغرب منذ سنوات، إلى الإنتاج المحلي من السيارات الاقتصادية ذات التكلفة المنخفضة، وولوج شركات عالمية السوق المغربي عن طريق التحفيزات الضريبية المقدمة إليها، وهو ما جعل الأسعار في تدن مستمر بفضل المنافسة بين الشركات، تضاف إليها الحوافز التي تقدمها شركات السلف والتي تقترح على الزبائن عدة صيغ جعلت اقتناء سيارة جديدة بدل المستعملة هو السائد. وبالأرقام، بلغت مبيعات السيارات الجديدة خلال سنة 2007 حوالي 103597 وحدة، مسجلة نموا بنسبة 22.95% مقارنة ب2006، وهذا الرقم يشمل السيارات المستوردة والتي بلغ حجم مبيعاتها حوالي 62558 سيارة، ثم السيارات المركبة محليا وبيعت منها 28383 وحدة، وكذلك السيارات النفعية الخفيفة بحوالي 12656 وحدة . «داسيا لوغان» لازالت تستهوي الزبون المغربي كما في 2006، حيث جاءت في صدارة المبيعات بأكثر من 44 % من حجم السوق، بحوالي 12639 وحدة بيعت خلال 2007، السنة التي عرفت تصدير هذه السيارة الاقتصادية إلى الأسواق الأوربية ابتداء من شهر ماي، بحوالي 6900 «لوغان» عرفت طريقها إلى السوقين الفرنسي والإسباني. وبالنسبة إلى السيارات المستوردة، حققت شركة «كيا» الكورية السبق في 2007، متخطية جارتها اليابانية «طويوطا» التي كانت الأولى سنة 2006، حيث باعت الشركة الكورية 8182 سيارة جديدة، أي بزيادة 83% من حجم مبيعاتها مقارنة ب2006، ويرجع الفضل في هذا النمو إلى سيارتها «بيكانطو» التي مازالت تستهوي الزبائن رغم أنها ظهرت للوجود في أواخر 2004، لتتوج خلال 2007 بالسيارة الأولى من حيث المبيعات في صنف السيارات المستوردة بحوالي 6096 وحدة، متبوعة بسيارات «بوجو» المستوردة ب7355 وحدة بزيادة 24.5% خلال 2007، ثم المرتبة الثالثة لصانع فرنسي آخر باع 6599 سيارة جديدة من نوع «رونو» من خلال مبيعات جل أنواعه «كليو كلاسيك» و«كليو 3» و«ميغان» و«سينيك»، أما «طويوطا» فعرفت مبيعاتها خلال السنة الفارطة زيادة طفيفة لم تتجاوز 8.31% رغم أن الشركة العملاقة اليابانية اعتبرت خلال 2007 السيارة الأولى عالميا من حيث المبيعات. خلال 2007، كل الشركات، بدون استثناء، عرفت نموا في حجم مبيعاتها، يتعلق الأمر كذلك ب»سوزوكي» التي عرف حجم مبيعاتها زيادة مهمة قدرت بأكثر من 78.9% مقارنة ب2006 بواسطة سيارتها «ألطو» و»ماروتي». شركة «شيفرولي» عرفت هي الأخرى زيادة بمعدل 78.4% في مبيعاتها بسيارتها «سبارك»، شركة «ديهاتسو» عرفت نموا بأكثر من 37%، ويرجع الفضل في زيادة مبيعاتها إلى سيارتها من نوع «سيريون» التي استحوذت لوحدها على 80% من حجم مبيعات الشركة. أما بالنسبة إلى جنسيات الشركات التي تنشط في السوق المغربية، فنجد دائما السيارات الأوربية في المقدمة، وعلى رأسها فرنسا عبر شركاتها «رونو» «بوجو» و«سيتروين» ثم «فولسفاغن» الألمانية و»فياط» الايطالية، و«أوبيل» و«سيات» ثم «سكودا». أما بخصوص السيارات الآسيوية، فقد تخطت مبيعات السيارات الكورية مبيعات جارتها اليابانية التي كانت مسيطرة في 2006، وذلك بواسطة نمو مبيعات كل من «كيا» و«هيونداي» و«سانغ يونغ»، ولم تخرج السيارات الصينية عن القاعدة رغم حداثة تواجدها بالسوق المغربية، حيث بيعت حوالي 1000 سيارة سياحية صينية خلال 2007، جاءت في مقدمتها سيارة «شيري» التي لا يتعدى سعرها 10 ملايين سنتيم. وبالنسبة إلى السيارات النفعية، فهيمنت عليها المنتجات اليابانية المستوردة، وفي مقدمتها «ميتسوبيشي» التي باعت 2006 وحدة أي بزيادة حوالي 20% مقارنة بسنة 2006، و«ايسيزي» ب1811 وحدة، ثم «طويوطا» ب1708 وحدة. حتى السيارات الفارهة أخذت نصيبها من النمو بزيادة مبيعاتها في السوق المغربية، وجاءت «ميرسيديس» الألمانية في المقدمة ب1209 سيارات بيعت خلال 2007، أي بزيادة سنوية قدرت بأكثر من 44 % بفضل مبيعاتها من «ميرسيديس كلاس . سي»، ثم «بي.إم.دوبل في» ب876 سيارة جديدة خصوصا نوعيها «سيري 3 و 5». وتأتي ثالثة سيارت «أودي» ببيعها ل666 وحدة، ثم «جاكوار» ب150 سيارة، لتأتي سيارات «فولفو» في ذيل الترتيب، حيث لم تتخط مبيعاتها عتبة ال100 سيارة.