استنكر فاعلون جمعويون بتكيوين (ضواحي أكادير) ما وصفوه بالحالة المزرية التي آل إليها سوق "الحاجب" المنجز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بعد أن تحول مع مرور السنوات إلى بناية مهجورة، دون أن تتحرك المصالح المختصة لفتح أبوابه أمام الفئات المستهدفة بهذا المشروع. وفي هذا الصدد، قال حميد بوزيد، فاعل جمعوي، إنه في الوقت الذي كان السكان ينتظرون فتح أبواب السوق المحلي، وإنعاش التجارة المحلية بالمنطقة، لازالت المصالح المختصة بعمالة الإقليم تفضل غلق أبواب السوق لأسباب تظل مجهولة، رغم أن المشروع انتهت الأشغال به قبل أزيد من أربع سنوات دون أن يتم الإعلان عن افتتاحه، وهو ما فتح المجال للمتشردين الذين حولوه إلى ملاذ أمن لهم، كما أضحت جنباته عبارة عن مكان قذر تفوح منه روائح كريهة تزكم أنوف المارة، ناهيك عن أعمال التخريب وإتلاف بعض معداته من أبواب ونوافذ زجاجية، الأمر الذي ترك تساؤلات عديدة لدى المهتمين بالشأن المحلي بشأن الأسباب الحقيقية وراء إهمال وتهميش هذا المشروع الذي استنزف ميزانية مهمة من أموال المبادرة. وأكد بوزيد أن لوائح المستفيدين بدورها لاتزال يكتنفها الغموض، على اعتبار أن محلات سوق "الحاجب" منحت في الأصل لمجموعة من الباعة المتجولين من الفئات الفقيرة، في إطار الأهداف الكبرى لروح المبادرة، والرامية إلى محاربة الفقر والهشاشة، والتقليص من التداعيات السلبية لظاهرة الباعة المتجولين التي تعرف تناميا مستمرا بجل أحياء منطقة تيكوين، في غياب فرص شغل بديلة، وما ينجم عن ذلك من انتشار واسع للأزبال ومخلفات العربات المجرورة بالدواب التي تسيء إلى جمالية مقاطعة تيكوين التي تعد المدخل الرئيسي لمدينة أكادير جنوبا، هذا في وقت لم تتمكن الجهات المعنية من تقليص حدة الظاهرة، عبر خلق أسواق نموذجية يستفيد منها شباب المنطقة العاطل عن العمل. وأشار المصدر نفسه إلى أن مجموعة من الأشخاص ممن تتوفر فيهم شروط الاستفادة، والذين سبق لهم أن تقدموا بطلباتهم لدى السلطات المختصة، باتوا متخوفين من إقصائهم من حقهم المشروع من الاستفادة، خاصة بعد أن تحدثت أنباء في الآونة الأخيرة عن إعداد لوائح أخرى موازية، تضم أشخاصا يتحدرون من خارج المنطقة، كما لم يسبق لهم أن تقدموا بطلبات الاستفادة أثناء فترة إيداع الطلبات، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤجج الأوضاع بين الباعة المتجولين، ما لم يتم الأخذ بعين الاعتبار بمصالح الفئات المستهدفة من هذا المشروع. وطالب مجموعة من الباعة المتجولين بحي "لاريب تيكوين" المصالح المعنية بقسم المبادرة الوطنية بولاية الجهة، بتعجيل فتح أبواب السوق المذكور، خاصة أن من شأن هذا المشروع تشكيل دعامة جديدة في تنشيط الرواج التجاري المحلي، عبر إحداث فرص للشغل وأنشطة موازية أخرى، يمكن أن تدر مورد رزق قار لمجموعة من الأشخاص، وذلك بالنظر إلى الموقع الإستراتيجي للسوق الموجود في الطريق الرئيسية المؤدية إلى طريق الدراركة، وهو ما سيجعل ساكنة مجموعة من الأحياء المحيطة به، تفضل التبضع فيه، بدل الانتقال إلى بعض الأسواق المجاورة، وبالتالي تنشيط الحركة التجارية بالمنطقة.