عبر الباعة المتجولون بمدينة تيكوين ضواحي أكادير في إفاداتهم ل»المساء» عن استيائهم من الطريقة التي تم بها تفويت محلات السوق البلدي (الحاجب) الذي تم إنشاؤه مؤخرا في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وأفاد هؤلاء أنهم حرموا من الاستفادة رغم استيفائهم جميع الشروط والمعايير الموضوعة، في وقت تم فيه اعتماد لائحة في ظروف غامضة تشمل عددا من الأشخاص المحظوظين المرتبطين بالولاءات الانتخابية. وأشار هؤلاء إلى أن العديد من الباعة المتجولين كانوا يأملون في الاستفادة من محلات لمزاولة مهامهم بها بعد سنوات من الاشتغال ضمن أسواق عشوائية وغير مهيكلة، وكذا معاناتهم من مطاردة السلطات المحلية، غير أن آمالهم تبددت في تطوير وهيكلة تجارتهم، بعد أن تم تصنيفهم خارج إطار المنافسة الشريفة، التي تعطي حق الاستفادة المشروطة بوجود معايير موضوعية. وذكر الباعة المتضررون أنه سبق لهم أن انخرطوا في جمعيات حرفية طيلة السنوات الأخيرة، وعقدوا اجتماعات مع مصالح المجلس البلدي والسلطة المحلية آنذاك تروم تحسين قطاع التجارة غير المهيكلة عبر خلق سوق نموذجي بالمنطقة أسوة ببعض المناطق المجاورة، غير أن توصيات هاته اللقاءات بقيت بدون تفعيل، وأكد هؤلاء في شهاداتهم أنهم توجهوا، بعد الإعلان عن فتح لائحة المستفيدين من السوق البلدي الجديد خلال السنة الماضية، إلى مصالح الملحقة الإدارية بالمنطقة قصد تسجيل أسمائهم، غير أنهم فوجئوا بمصالح الأخيرة، تخبرهم بأن أجل التسجيلات قد انصرم، وهو الأمر الذي خلف استياء عارما في أوساط الباعة المتجولين، خصوصا بعد علمهم بوجود لائحة مسبقة تم اعتمادها في ظروف غامضة، تضم في غالبيتها أشخاصا محظوظين. من جانبه، قال حميد بوزيد، فاعل جمعوي بالمنطقة، إن فئة عريضة من الباعة المتجولين كانوا يعقدون آمالهم على هذا السوق النموذجي، قبل أن تتحدث أنباء عن استفادة فئات مقربة تجمعها ولاءات حزبية، وأشار المتحدث إلى أن على الجهات المعنية بمصالح الولاية أن تعيد النظر في طبيعة الأشخاص المستفيدين، وأن تعطي حق الأولوية للباعة المتجولين الذين قضوا سنوات طوال في مزاولة مهامهم، على اعتبار أن هاته الفئة هي التي لها الحق في الاستفادة، استجابة لروح المبادرة التي تعنى بمحاربة الفقر والهشاشة وخلق موارد مدرة للدخل، واعتبر المصدر ذاته أن خلق مثل هاته الأسواق النموذجية من شأنه أن يقلص من حدة الأنشطة التجارية العشوائية وسلبياتها على جمالية المدينة، خصوصا وأن منطقة تكوين تعرف انتشارا واسعا للظاهرة. ومن جانبه، قال محند أكرنار، نائب رئيس المجلس البلدي، إن السوق البلدي الحاجب الذي سيفتتح أبوابه في الأيام القليلة المقبلة، لم يخصص من لفئة الباعة المتجولين، مفيدا، في هذا الصدد، أن لائحة الأشخاص التي تم اعتمادها من طرف اللجنة المحلية، تم التوافق بشأنها من طرف الجهات المتداخلة في المشروع، اعتمادا على الشروط والمعايير المخولة لحق الاستفادة.