قام وزير الصناعة والتجارة والمواصلات رشيد الطالبي العلمي أول أمس الأربعاء رفقة عامل عمالة الصخيرات تمارة محمد مهيدية بتدشين سوق نموذجي خاص بإيواء الباعة المتجولين بتمارة. وسيستفيد من الشطر الأول لهذا السوق النموذجي، الذي استغرق إنجازه أربعة أشهر، ابتداء من شهر شتنبر الماضي، والذي يمتد على مساحة 7480 مترا مربعا 455 من الباعة المتجولين المتواجدين بسوق الجوطية الصفيحي. وقد كلف إنجاز هذا السوق غلافا ماليا بقيمة خمسة ملايين درهم بشراكة مع بلدية تمارة، التي ساهمت بثلاثة ملايين درهم بواسطة قرض لصندوق التجهيز الجماعي، فيما خصصت عمالة الصخيرات تمارة ميزانية قدرها مليونا درهم لتمويل المشروع. ويتكون السوق من455 محلا تجاريا يمتد كل واحد على مساحة ستة أمتار مربعة وثلاثة مراكز صحية ومركز للشرطة ومرآب يمتد على مساحة 1500 متر مربع. وسيتم خلال الشطر الثاني من المشروع إيواء كافة الباعة المتجولين البالغ عددهم 650 بائعا، وتوسيع السوق لتبلغ مساحته 10 آلاف متر مربع بتكلفة مالية تقدر بثمانية ملايين درهم. وتجدر الإشارة إلى أن سوق الجوطية الصفيحي، الذي استفاد أصحابه من محلات تجارية، يمتد على مساحة تقدر بهكتار ونصف بساحة مولاي رشيد المحاذية للمدرسة الملكية للخيالة، ويأوي حوالي 600 تاجر يقومون ببيع مختلف المواد الغذائية والمنزلية في إطار غير منظم ودون احترام لشروط النظافة والسلامة، مما كان له انعكاسات سلبية على المواطنين القاطنين بالقرب منه. وأشار رئيس المجلس البلدي لمدينة تمارة موح رجدالي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إلى أن بناء هذا السوق النموذجي، الذي اختير له اسم القصبة، التي تعتبر المعلمة التاريخية الوحيدة بالمدينة وفضاءا رياضيا يحتضن منافسات عالمية في مجال رياضة الفروسية، يأتي في إطار التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى إيجاد مدن نظيفة بدون صفيح، مضيفا أن الهدف من هذا المشروع هو تقليص عدد الباعة المتجولين بالمدينة، وتنظيم هذه الحرفة في إطار سوق نموذجي منظم يأوي أكبر عدد من الباعة المتجولين. وأبرز رجدالي أنه تم اعتماد ثلاثة معايير في اختيار المستفيدين من المحلات التجارية بسوق القصبة تتمثل في الأقدمية في مزاولة هذه الحرفة، وأن تكون المورد الوحيد للرزق، وألا يكون المستفيد قد سبق له الاستفادة من أي مشروع للجماعة، مضيفا أن إنجاز هذا المشروع جاء بتضافر جهود الجميع من سلطات وعمالة ومجلس بلدي. وفي ما يخص عدد الباعة المتجولين الذي يتزايد يوما عن يوم بالمدينة أعرب رئيس المجلس البلدي لتمارة عن الأمل في إيجاد أماكن أخرى لتشييد أسواق جديدة تستوعب أكبر عدد ممكن من الباعة، وتساهم في القضاء على هذا النشاط التجاري غير المنظم. ومن جهته ذكر أمين بائعي الملابس بجوطية المركز، لحسن الزهري، في تصريح للوكالة نفسها بالمراحل التي قطعتها الجوطية قبل أن تصل إلى هذا السوق النموذجي، مشيرا إلى أن عدد الباعة لم يكن يزيد منذ سنة 1990 عن120 بائعا، ليصل هذا العدد اليوم إلى مايفوق 600 بائع، مبرزا أن هذا التزايد مرده انتشار البطالة والهجرة القروية نحو المدينة. وأبرز أن نجاح هذه العملية يرجع بالأساس إلى تضافر جهود الجميع من عمالة ومجلس بلدي وبائعين، مبرزا أن الثمن المؤدى عن كل محل تجاري حدد في180 درهما شهريا، مع الاستفادة من هذه المحلات التجارية مجانا طيلة سنة. و م ع