تحول «سوق نموذجي» بحي عوينات الحجاج الشعبي بمدينة فاس إلى مرتع للدعارة واستهلاك المخدرات، وملاذ آمن لاختباء اللصوص، عوض أن يمتص جيوشا من الباعة المتجولين، الذين يملأون شوارع و ساحات وأزقة أحد أكبر الأحياء الشعبية في العاصمة العلمية. ويعود إحداث السوق النموذجي المعروف ب»مارشي الصفاء» إلى سنة 2008. وذكرت شكاية لباعة متجولين يطالبون فيها بفتح تحقيق حول مصير السوق، أن المشروع أحدث من قبل المجلس البلدي، لكن بالرغم من مرور ما يقرب من 6 سنوات على إنجازه، فإنه تعرض للإهمال، في ملابسات غامضة، مما حرم الباعة المتجولين من الاستفادة منه. وتحول السوق إلى مرتع للانحراف، عوض أن يكون مجالا ل»تجارة القرب». وخصصت البلدية ميزانية وصفت بالمهمة لإحداث المشروع الذي يحتوي على ما يقرب من 200 محل تجاري. وعمد المنتخبون إلى تخصيص ميزانيات إضافية لإصلاحه بعدما تعرضت تجهيزاته ومحتوياته للتخريب نتيجة الإهمال. ولم تتخذ أي إجراءات لفتحه، وسط حديث للباعة المتجولين عن وجود صراع بين عدة «أجنحة» للمنتخبين حول من له الحق في الاستفادة من محلات هذا المشروع. وكانت السلطات المحلية قد سبق لها أن فتحت مكاتبها في المنطقة لاستقبال طلبات الباعة المتجولين الراغبين في الاستفادة من المحلات التجارية بهذا السوق. واتهمت شكاية توصلت «المساء» بنسخة منها، المنتخبين بالوقوف ضد مصالح الباعة المتجولين، مما يجعلهم عرضة ل«التسكع» في الشوارع، مع ما يسببه ذلك من احتلال الملك العمومي، وما يؤدي إليه من مطاردات للسلطات.