يظهر أن مسلسل فندق لينكولن، الذي يشوه شارع محمد الخامس بالدارالبيضاء، ما يزال طويلا، ففي الوقت الذي اعتقد الكثير من متتبعي هذا الملف أن السنة الماضية كانت ستكون بداية مشروع تجديد هذا الفندق التاريخي لا توجد حاليا أي مؤشرات توحي أن الإشكال المرتبط بهذا المشروع قريب إلى الحل. وكشف مصدر ل "المساء" أن مساطر إدارية مرتبطة بشكل أساسي بطلبات العروض لإنجاز هذا المشروع هي التي تحول دون بدايته، وأضاف أنه لابد من احترام المساطر الإدارية في هذا الشأن، لأنه لا يمكن البدء في هذا المشروع دون طلبات العروض، وقال "جميع الأمور حاليا تسير في الاتجاه الصحيح وسيتم إطلاق طلبات العروض للبدء في هذا المشروع". وتم إدراج مشروع فندق لينكولن سنة 2000 كتراث معماري في العاصمة الاقتصادية، وبعد جدل كبير حول أسباب عدم إعادة بنائه وترميه، تكلفت الوكالة الحضرية للدار البيضاء بإنجاز مشروع إعادة تهيئة وتجديد فندق لينكولن مع الحفاظ على الواجهة والقيام بمسطرة نزع الملكية لأجل المنفعة العامة، وتم اتخاذ مجموعة من التدابير، ويتعلق الأمر بإنجاز تشخيص تقني من طرف مكتب دراسات متخصص الذي يؤكد على الحفاظ على الواجهة، وإنجاز دراسات معمارية والحصول على ترخيص من أجل إعادة تهيئة وتجديد الفندق، ووضع الترتيبات الوقائية التي تحفظ سلامة الجوار ومستعملي الطريق العام، وإعداد طلب للتعبير عن الاهتمام على أساس دفتر التحملات، بمساعدة مكتب قانوني وخبير في التسويق بهدف إعادة تهيئة وتجديد العمارة، وإعادة البناء بنفس الشكل للأجزاء المنهارة في الواجهة. ويشهد فندق لينكولن في العاصمة الاقتصادية على مجموعة من الأحداث التي عرفتها الدارالبيضاء أيام الحماية الفرنسية للمغرب، فهو واحد من المعالم التراثية التي تفتخر بها الدارالبيضاء، إلا أنه ومنذ سنوات الثمانينيات من القرن المنصرم بدأت تظهر عليه مجموعة من التصدعات أدت إلى انهيارات متتالية تسبب آخرها في مقتل أحد المتشردين الذين يستغلون فضاء هذا الفندق للمبيت، وهو الأمر الذي تطرقت إليه "المساء" في أحد أعدادها السابقة". ويطالب العديد من الغيورين على التراث المعماري في الدارالبيضاء بالإسراع في تنفيذ مشروع هذا الفندق وكذا بالاهتمام بكل البنايات التاريخية للمدينة، على اعتبار أن ماضي الدارالبيضاء ملك مشترك لجميع أبنائها ولا يجب التفريط فيه. وفي الشق المرتبط بالتراث ستتكلف شركة التنمية المحلية (الدارالبيضاء للتراث) بتتبع ومواكبة مسلسل تسجيل التراث المعماري للدار البيضاء بالتراث العالمي لليونيسكو، وانجاز دراسة حول إحصاء وترتيب وتقييم الممتلكات العقارية الجماعية وتسوية وضعيتها القانونية. فهل ستعرف سنة 2015 تحريك عجلة فندق لينكولن؟ أم أن البيضاويين سيكونون مجبرين على متابعة فصول مسلسل شبيه بالأفلام التركية والمكسيكية التي تبثها قنوات القطب العمومي في السنوات الأخيرة.