رسمت «دراجات» مستعملة لأطفال إسبان الفرحة على وجوه ما يقرب من 200 تلميذ يتحدرون من ضواحي بلدة إموزار كندر، التابعة لإقليم صفرو. وقال أكثر من تلميذ استفادوا من هذه العملية إن هذه الدراجات بعد إدخال إصلاحات طفيفة عليها ستخفف عليهم من المحنة اليومية التي يعيشونها طوال السنة الدراسية للوصول إلى المؤسسات التعليمية بمركز البلدة. وبقي عدد من أمهات هؤلاء التلاميذ المدعويين للاستفادة بمركز «قرى الأطفال» بالبلدة، مساء يوم أول أمس الأربعاء، وراء السياج المحيط بمكان الحفل يترقبن حصول أبنائهن وبناتهن على دراجاتهم النارية. وبهذه الاستفادة، فإن التلميذ عبد الرحيم العرج، المزداد سنة 1989، لن يضطر إلى قطع حوالي 10 كلم على الأقل مرتين كل يوم مشيا في الغالب على الأقدام، من دوار عين الركاكة الذي تقطن به عائلته للوصول إلى ثانوية محمد السادس بمركز البلدة. ولن يجبر لحسن زروال، والبالغ من العمر 18 سنة، والذي لا يزال يتابع دراسته في السنة الأولى إعدادي، كل يوم إلى قطع مسافة تقرب من 15 كلم، وهي المسافة التي تفصل دوار بركادة عن نفس المؤسسة التعليمية، مشيا على الأقدام أو عبر ركوب «مقاتلات الخطافة». ولا يستعين هؤلاء التلاميذ لقطع هذه المسافات الطويلة، في منطقة تعرف بثلوجها وبرودة طقسها في الشتاء، ب»الخطافة» إلا في القليل من الحالات بسبب أوضاع اجتماعية متدهورة لأسرهم. وأغلب معيلي أسر هذه الدواوير يشتغلون في القطاع الفلاحي كمزارعين ومزارعات في عمل موسمي وبأجور لا تتعدى في أغلب الحالات 50 درهما في اليوم. وتعاني هذه الضواحي من ارتفاع نسبة الهدر المدرسي بسبب صعوبة التنقل. وترتفع حدة هذا الهدر في أوساط الفتيات. وتقول شركة «كوكا كولا» التي أطلقت هذه العملية بعد إعلانها الانضمام إلى قرى الأطفال (SOS)، إنها ستوزع حوالي 650 دراجة هوائية على تلاميذ كل من دار بوعزة والجديدة وأيت أورير وإموزار كندر وإيمزورن. واختيرت هذه القرى اعتمادا على معيار تواجد فروع للجمعية المغربية لقرى الأطفال (SOS) بها. وتعود حكاية جمع هذه الدراجات في إسبانيا إلى جولة قام بها راكبو الدراجات النارية بالجارة الشمالية ما بين 29 غشت و20 شتنبر الماضي، وعرفت هذه الجولة ب«لافويلطا»، وتبرع خلالها الإسبان بدراجاتهم الهوائية لتمكين أطفال بعض قرى المغرب من متابعة دراستهم. وتهتم جمعية قرى الأطفال، والتي أسست أول قرية لها بالمغرب في أيت أورير بنواحي مراكش سنة 1985، بالأطفال المتخلى عنهم. وأنشأت هذه الجمعية في الآونة الأخيرة «برامج لتعزيز الأسر» الضعيفة في كل من الدارالبيضاء وإموزار كندر، ووجهت بالأساس إلى الأمهات اللواتي يتكفلن لوحدهن بتعليم أطفالهن.