قامت الجمعية المغربية لقرى الأطفال المستفيدين المركز الاجتماعي إيموزار كندر و إحدى شركات المشروبات الغازية بتوزيع 200 دراجة هوائية مستعملة على الأطفال المحتاجين في العالم القروي، بهدف دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي، نظرا لانعدام وسائل النقل، أمام طول المسافات المؤدية إلى المؤسسات التعليمية بالمناطق النائية. في البداية استبشر الأباء خيرا لهذه العملية، حيث حج عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة لمواكبة هذا العمل الإنساني، الذي كان يرجى منه تشجيع التمدرس بالمغرب وتوفير بيئة لتعليم لائق، من خلال منح الأطفال المحرومين الوسائل الضرورية لمساعدتهم على متابعة تعليمهم في أفضل الظروف والتخفيف من أعباء المشي على الأقدام للوصول إلى المدرسة. بالمقابل وبعد الوقوف على هذه التبرعات وهي في وضعية متدهورة، يتطلب معظمها مصاريف مرتفعة لإصلاحها لإعادة الحركة إليها، انتقدت بعض الأسر الجهة الموزعة، خصوصا وأنها تعتبر من أكبر الشركات في العالم. حيث كان من المفترض، حسب تصريحات أحد أولياء التلاميذ من عين المكان، أن تقوم هذه الشركة ، باقتناء درجات هوائية في المستوى اللائق والتي تتلاءم مع تضاريس المنطقة الصعبة، خاصة وأن العدد المراد توزيعه ليس بالكبير، ولا يتجاوز 650 دراجة في المغرب، وبعملية بسيطة جدا يضيف نفس المصدر،»إذا افترضنا أن القيمة المالية لكل دراجة جديدة تقدر ب 1000 درهم، فإن المبلغ الإجمالي لا يتعدى 65000 درهم ، في حين أن هذه الشركة استفادت من دعم رسمي في مادة السكر، المكون الأساسي لمنتوجها، ما يناهز 3 ملايير سنتيم». أسئلة كبرى، طرحها المتتبعون حول هذه العملية التي قامت بها مجموعة قرى الأطفال SOS، والتي استغلتها الشركة لتلميع صورتها وإشهار منتوجاتها ! في حين نوهوا بالمجهودات الجبارة التي تقوم بها الجمعية المغربية لقرى الأطفال المستفيدين بإيموزار كندر لفائدة الأطفال الذين فقدوا الدعم الأسري، ومساندة الأسر الضعيفة من حيث الصحة والتغذية، من خلال «برامج لتعزيز الأسر» بهدف مواجهة ظاهرة التخلي عن الأطفال. وتجدر الإشارة إلى أنه، حضر هذه العملية، عدد من الشخصيات المدنية والجمعوية وعائلات التلاميذ والتلميذات المستفيدة، التي لم تكتمل فرحتها ولم تعمر طويلا، وهي تتسلم هذه المنحة المحتشمة، حيث تفاجأت بوضعية الدراجات الهوائية المهترئة، التي حجبت الابتسامة عن وجوه الأطفال !