أعطى الملك محمد السادس، عشية أول أمس، بالقنيطرة، إشارة انطلاق تنفيذ المخطط الاستراتيجي للتنمية المندمجة والمستدامة للإقليم (2015- 2020)، الذي رصد له غلاف مالي تناهز قيمته 4ر8 مليار درهم. وترأس الملك، بهذه المناسبة، حفل التوقيع على خمس اتفاقيات تتعلق بتنفيذ هذا المخطط الاستراتيجي، بحضور الوزراء ورؤساء الجماعات المعنيين، حيث تمت المصادقة على كل من مخطط التنمية الحضرية المندمجة والمستدامة لمدينة القنيطرة، ومخطط التنمية الخاص بمدينة سوق أربعاء الغرب، وكذا مخطط التنمية الحضرية المندمجة للجماعات القروية بالإقليم، ومخطط تأهيل الوجهتين الشاطئيتين المهدية ومولاي بوسلهام، إضافة إلى مخطط تأهيل وتهيئة الشبكة الطرقية بإقليم القنيطرة. ووفق معطيات رسمية، فإن المخطط الاستراتيجي، يهدف بالأساس إلى مواكبة النمو الحضري والديمغرافي الذي يشهده الإقليم، وتعزيز موقعه الاقتصادي، وتحسين إطار عيش سكانه، والحفاظ على منظومته البيئية. وقال محمد عروسي، رئيس القسم التقني بقصر بلدية القنيطرة، في تصريح ل»المساء»، إن هذا المخطط المهيكل، سيحول عاصمة الغرب إلى فضاء يحتضن جملة من الأوراش الكبرى، والتي من شأنها أن ترتقي بالمدينة إلى مصاف الحواضر الكبرى بالمملكة، من خلال إنجاز أزيد من 90 مشروعا، تندرج كلها في إطار تعزيز التجهيزات الأساسية، والتهيئة الحضرية للمدينة، والحفاظ على البيئة، والتنمية الاقتصادية، وتعزيز البنيات السوسيو- رياضية والدينية والثقافية، والنهوض بالتعليم العالي والتقني، فضلا عن دعم الحكامة المحلية، وهي المشاريع التي رصد لها غلاف مالي إجمالي قدره 576ر4 مليار درهم، يؤكد المتحدث. وأضاف عروسي، أن مخطط التنمية الحضرية المندمجة والمستدامة لمدينة القنيطرة، الذي يعتمد مقاربة تشاركية، تنخرط فيها جميع الأطراف المعنية، سيعطي دينامية جديدة للمدينة، التي ستشكل قطبا جذابا للعيش والاستثمار والتنشيط، مثمنا في هذا السياق، الخطوات التي تحققت من أجل إخراج مشروعي إحداث قطب حضري مرتبط بالمحطة الجديدة للقطار فائق السرعة، وتأهيل وإعادة توظيف الميناء النهري للقنيطرة، إلى حيز الوجود. كما قام الملك محمد السادس بتدشين مشروع إنجاز المركب الثقافي الكبير بالحي الإداري بالقنيطرة، وقال المهندس المعماري جمال القرقوري، الذي أشرف على تقديم تفاصيل المشروع للملك والوفد المرافق له، إنه حرص خلال عملية إنجاز تصاميم هذا المشروع، الذي يضم قاعة للمسرح وفضاء للعرض ومكتبة وقاعة سمعية بصرية وخزانة وسائطية ومعهد الموسيقى ومرافق إدارية أخرى، على أن يكون هذا المركب الثقافي معلمة هندسية في قلب عاصمة الغرب، للرفع من المستوى المعماري لهذه المدينة التي في أمس الحاجة له، على حد تعبيره. وأضاف القرقوي، خريج المعهد العالي للهندسة المعمارية بألمانيا، في تصريح ل»المساء»، أن هذا المشروع، الذي يعد الأول من نوعه في المغرب من حيث بنياته ومرافقه، سيجري إنجازه على مساحة تقدر ب 11.828 متر مربع، بتكلفة مالية وصلت إلى 85.000.000 درهم، يساهم فيها مجلس القنيطرة ب 45.000.000 درهم، ووزارة الثقافة ب 40.000.000 درهم، وداخل أجل لا يتعدى 30 شهرا، بحسب قوله.