كشف مصدر مسؤول في «كوزيمار»، طلب عدم ذكر اسمه، أن قرار إغلاق مصنع قصب السكر بمنطقة اللوكوس اتخذ لتجنيب الشركة خسارة محققة تقدر بنحو 35 مليون درهم خلال الموسم الفلاحي، بفعل عدم توفر المادة السكرية الخامة الضرورية لتشغيل كافة الطاقة الإنتاجية للمصنع وقد تبين ، حسب المصدر أنه من أصل 400 إلى 420 ألف طن من قصب السكر التي يحتاجها المصنع ليشتغل بطريقة عادية، لم تتجاوز التوقعات حول إنتاج منطقة اللوكوس للموسم الفلاحي الحالي 175 إلى 180 ألف طن، بعدما لم تسجل خلال موسم 2008 – 2009 سوى نصف المادة الخامة الضرورية لتشغيل المصنع (210 ألف طن).وقد بدأت مجموعة «كوزيمار» التفكير في إغلاق مصنع شركتها الفرعية «سوارك» بالعوامرة خلال مرحلة إعداد ميزانية المجموعة لسنة 2010، وجمع المعطيات الاقتصادية والتقنية والكمية المتوقع إنتاجها برسم الموسم الحالي. وأضاف المصدر أنه رغم المجهودات والتحفيزات التي قدمتها الشركة لمزارعي قصب السكر لتحسين الإنتاج والمردودية إلا أن نتائج هذه المجهودات لن تظهر إلا بعد سنة أو سنتين من الآن. ورفض المصدر اتهامات منتجي النباتات السكرية باللوكوس لكوزيمار بالمسؤولية عن تدهور أداء زراعة قصب السكر في اللوكوس منذ مجيء الشركة في سنة 2005، وقال إنه لا يعقل أن تستثمر الشركة في مصنع قيمته 100 مليار سنتيم لتأتي فيما بعد فتدفع نحو الهاوية والإغلاق، مضيفا أن كوزيمار قامت بشراء تجهيزات ومعدات لتأهيل المصنع في الشهور الأخيرة، وهو ما يعني أنها لم تكن في نيتها إغلاق هذه الوحدة الصناعية، والتي تشغل قرابة 700 فرد سواء المرسمين أو غير المرسمين. وعن كيفية تدبير الأضرار التي سيخلفها الإغلاق على عمال المصنع والفلاحين المتعاملين معه، أوضح المصدر ذاته أن «كوزيمار» ملتزمة بشراء محصول الموسم الحالي، أي 175 ألف طن، وكأن المصنع ما زال قائما، ونقل الكمية على حساب الشركة إلى مصنعي مشرع بلقصيري والقصيبية بجهة الغرب، وضمان انتقال قرابة 100 عامل رسمي إلى باقي مصانع المجموعة دون أي مساس بوضعيتهم المادية. في المقابل أعلنت جمعية منتجي النباتات السكرية باللوكوس خلال اجتماعها بالقصر الكبير في 26 أكتوبر الماضي أنها أنشأت لجنة تضم أعضاء من مجلسها الإداري ومن غرفة الفلاحة والصناعة والتجارة ومن الجماعات المحلية والمجلسين الإقليمي والجهوي لمتابعة ملف إغلاق مصنع العوامرة، وأضافت في بيان لها توصلت «المساء» بنسخة منه أن «كوزيمار» لم تف بالتزاماتها إزاء الفلاحين بل ساهمت في تراجع زراعة قصب السكر وتقليص مساحتها، وذلك برفض الاستجابة لعدد من المطالب الملحة للفلاحين، في ما يخص احترام المعايير التي تحدد نسبة الأوساخ والحلاوة التي تتحكم في هامش ربح أو خسارة المنتج. وأوضحت الجمعية أن المردودية السنوية لمزارعي قصب السكر تراجعت بنسبة 50 في المائة، وصارت المردودية لا تغطي أحيانا تكلفة الإنتاج. كما صرح عضو اللجنة التي كونتها جمعية المنتجين الحاج محمد السيمو أن اجتماعا انعقد يوم الثلاثاء الماضي بين المدير العام ل «كوزيمار» القدوري وعامل إقليمالعرائش وممثلي عن المجلس الإقليمي للعرائش والجماعات المحلية المعنية وممثلي المنتجين حول موضوع إغلاق مصنع العوامرة. وقال المتحدث إن الاجتماع عرف اتفاق كافة الأعضاء على رفض قرار الإغلاق، مطالبين الشركة بالإبقاء عليه، منبهين إلى أن الإغلاق يتعارض والرغبة في النهوض بالزراعة السكرية التي يتميز بها إقليمالعرائش، وقد وعد المدير العام بحمل وجهة نظر المتدخلين إلى إدارة الشركة، واتفق الأطراف على الاستمرار في عقد الاجتماعات بين «كوزيمار» واللجنة التي أنشأتها جمعية المنتجين وتضم في عضويتها 11 فردا.