على بعد أيام من حلول شهر رمضان المبارك، أكدت شركة كوزيمار أن تزويد السوق الوطني لم ولن يشهد أي خصاص في التزويد بفعل الاحتياطات التي اتخذتها الشركة للاستجابة للطلب، رغم انخفاض محصول الشمندر السكري للموسم الفلاحي الحالي، فقد رفعت الشركة من حجم الاستيراد لتلبية الحاجة إلى السكر بمختلف أنواعه الثلاثة (سانيدة، القطع، والقالب)، وأشار مصدر مسؤول من المجموعة لجريدة «المساء» أن الاستهلاك خلال رمضان يرتفع عادة بنسبة 10 إلى 15 % مقارنة مع استهلاك شهر عادي، والذي يصل إلى 94 ألف طن تقريبا. وحسب المصدر ذاته، فإن أسعار السكر لن تعرف أي زيادة بفعل تدخل صندوق المقاصة لدفع الفارق بين ثمن استيراد السكر الخام وكلفة الإنتاج في مصنع تكرير السكر بالدار البيضاء، وذلك في وقت تعرف فيه أسعار السكر ارتفاعا كبيرا لم تشهده منذ 25 سنة، وهو ما أدى بدولة كمصر إلى إعفاء واردات السكر الخام قبل أيام من الرسوم الجمركية. وقد استبعد المصدر أن يتم تطبيق قرار مماثل في المغرب لأنه يعتمد على آلية مختلفة هي تدخل صندوق المقاصة. وردا على التخوفات التي ترافق فترة الصيف وتوقف الإنتاج في مصنع تكرير السكر بالدار البيضاء، أوضح المصدر نفسه أن كل الإجراءات لتأمين حاجيات السوق اتخذت قبل بدء عطلة عمال الإنتاج في المصنع التي امتدت إلى ثلاثة أسابيع انطلاقا من 20 يوليوز الماضي. وهكذا وزعت الكميات الكافية على المراكز الجهوية لكوزيمار في المغرب، في حين لا يأخذ عمال المصانع المرتبطة بالإنتاج الفلاحي أية عطلة إلى حين الانتهاء من معالجة محصول الموسم من الشمندر السكري وقصب السكر. من جانب آخر، انتهى قبل بضعة أيام موسم الشمندر، الذي انطلق أواخر شهر أبريل الماضي، بحصيلة إنتاجية تقل بأكثر من 100 ألف طن من الشمندر السكري مقارنة بالموسم الفارط الذي سجل إنتاجا يصل إلى 2,7 مليون طن، وقد بلغت المساحات المزروعة هذا الموسم 55 ألف هكتار، وهي مساحة أقل مقارنة بالسنة الماضية، بفعل الفيضانات التي ضربت منطقتي الغرب واللكوس وأدت إلى خسارة في أراضي الشمندر على مساحة 5000 هكتار. وأضاف مصدر مسؤول من مجموعة كوزيمار أنه لولا الارتفاع الذي شهدته إنتاجية أراضي الشمندر في دكالة عبدة وتادلة أزيلال لهذا الموسم، لكان النقص أكبر بين الموسمين وبالتالي زاد لجوء كوزيمار إلى استيراد مادة السكر الخام، فقد بلغ إنتاج جهة دكالة بفضل التساقطات الغزيرة التي عرفتها المنطقة مليونا و200 ألف طن بعدما لم يصل إلى مليون طن العام الماضي، فيما سجلت جهة تادلة أزيلال برسم هذا الموسم 640 ألف طن بزيادة 40 ألف طن مقارنة بالموسم المنصرم. وحسب المصدر السابق، فإن حجم الاستيراد لهذا الموسم سيزيد عن السنة الفارطة، ففي حين تصل حاجيات المغرب من السكر إلى مليون و130 طنا من السكر لن يتعدى حجم إنتاجه 430 ألف طن، وبالتالي ستفوق حصة الاستيراد من إجمالي الاستهلاك 55 في المائة. تراجع أسعار السكر وسط مبيعات لجني الأرباح قال محللون إن أسعار السكر انخفضت يوم الجمعة بفعل إقبال المستثمرين على البيع لجني الأرباح مع فتور اتجاه تصاعدي رفع الأسواق الى مستويات قياسية. وفي وقت سابق من الأسبوع المنصرم، سجلت أسعار السكر الأبيض أعلى مستوى لها على الإطلاق ووصل سعر السكر الخام إلى أعلى مستوى له في أكثر من 28 عاما، مدفوعة بتوقعات بأن موسم أمطار ضعيفا في الهند، أكبر مستهلك في العالم، سيؤدي إلى زيادة ضخمة في وارداتها من السكر. وعزز انتعاش السوق أنباء عن تأجيلات لمحصول القصب في البرازيل أكبر منتج في العالم، بسبب الأحوال الجوية، وأن دولا أخرى مثل باكستان والولايات المتحدة ربما تصبح أيضا من مشتري السكر. وانخفض عقد اكتوبر الرئيسي للسكر الخام في سوق نيويورك 0.23 سنتا إلى 21.98 سنتا للرطل. وفي لندن هبط عقد أكتوبر للسكر الأبيض 24 دولارا إلى 553 دولارا للطن. وصعدت أسعار السكر الخام للمعاملات الفورية حوالي 95 في المائة منذ بداية العام مع إغلاق الأسواق يوم الأربعاء الماضي، بعد أن كانت أنهت عام 2008 عند 11.81 سنتا للرطل.