محمد بنقرو اهتز الرأي العام المحلي بمدينة مكناس، الثلاثاء الماضي، على وقع خبر انتحار شرطي داخل منزله باستعمال سلاحه الوظيفي. الأمر الذي سبب حالة استنفار شديد في صفوف المصالح الأمنية التي حضرت عناصرها إلى حي السلام حيث يوجد منزل الضحية. كما حضر أيضا كل من الوكيل العام للملك وعناصر استخباراتية ورجال السلطة المحلية والإقليمية. إضافة إلى بعض مسؤولي الدرك بحكم أن هذا الحادث استعمل فيه السلاح الناري. وأوضحت مصادر «المساء» بأن الشرطي الضحية هو برتبة مقدم التحق بسلك الشرطة سنة 2000، ويمارس عمله بالزي الرسمي بالهيئة الحضرية بمكناس، وهو في عقده الرابع، متزوج و له طفلان، وقد أقدم على إفراغ رصاصة في رأسه بطريقة بشعة . وكشفت معطيات أولية بأن أسباب هذا الانتحار راجعة بالأساس إلى المعاناة المادية والأسرية التي كان يعاني منها الضحية، وتسببت له في ضغوطات نفسية أثرت على حياته العائلية. وتضيف المصادر أن الشرطي المنتحر كانت لديه طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة، كانت تحتاج إلى رعاية ومجهودات خاصة وإلى مصاريف إضافية، وهو ما زاد من حدة المشاكل التي كان يتخبط فيها الشرطي، فأصيب بأزمة نفسية خانقة. وفي لحظة يأس، تضيف المصادر ذاتها، لم يجد أمامه سوى التفكير في وضع حد لحياته، حيث صوب نحو رأسه سلاحه الوظيفي وأفرغ رصاصة فيه. وتضيف المصادر ذاتها أن انتحار ذلك الشرطي أثار استغراب بعض زملائه. إذ كان، حسب ما يقولون، هادئا ومنضبطا في عمله. كما كان معروفا عنه استقامته وحسن خلقه، وكان سجله المهني نظيفا لم تسجل فيه يوما أي ملاحظات. لكنه كان شخصا كتوما يخفي كل مشاكله ومعاناته، يضيف زملاؤه. حالة الانتحار الجديدة دفعت المتهمين بالشأن الأمني إلى طرح العديد من التساؤلات وتوجيه مجموعة من الرسائل إلى المديرية العامة للأمن الوطني لدعوتها إلى التدخل قصد تدارك الوضع وتطويق رقعة الانتحارات التي بدأت تنتشر في هذا الجهاز الحساس، إذ في زمن قياسي أقدم مجموعة من رجال الشرطة على تنفيذ عمليات انتحار بسبب مشاكل تتشابه في الأسباب والدوافع . من جهة أخرى، أفادت المصادر ذاتها بأن التصريحات الأولية لزوجة الضحية أشارت إلى وجود مشاكل وخلافات أسرية بينها وبين الضحية، مضيفة أن ذلك يحدث داخل جميع البيوت. وقالت إنها لم تكن تظن بأن تلك المشاكل ستدفع زوجها إلى الانتحار. وحول ظروف الانتحار، قالت الزوجة، حسب ما روته مصادر الجريدة، إنها كانت ساعة الانتحار نائمة في حجرة مغلقة، وأنها لم تر ما حدث ولم تسمع حتى دوي الرصاصة. وأضافت أنها لم تعلم بوقوع الحادث سوى بعد أن استيقظت من نومها فوجدت زوجها جثة هامدة في حجرة أخرى. وارتباطا بالموضوع، علمت «المساء» بأنه أقيم اجتماع طارئ ورسمي داخل ولاية أمن مكناس مساء نفس اليوم ترأسه والي الأمن وجمع مختلف المسؤولين الأمنيين بمختلف رتبهم، كان الهدف منه تسليط الضوء على الأسباب الحقيقية التي كانت وراء هذا الحادث المأساوي، إضافة إلى محاولة التخفيف من وقع الصدمة التي أصيب بها العديد من زملاء الضحية.