في خطوة مفاجئة، يرتقب أن يعلن محمد السندي، الكاتب المحلي لنقابة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بطنجة، بحر هذا الأسبوع، عن استقالته من الفيدرالية الديمقراطية للشغل، التي كان قد التحق بها في مارس الماضي، قادما من نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، فيما اعتبر آنذاك ضربة قوية لنقابة الإسلاميين خاصة لتزامنها مع التحضير للانتخابات الجماعية والمهنية. وأفادت مصادر نقابية أن المفاوضات، التي أجراها الأسبوع الماضي مسؤولو نقابة حزب العدالة والتنمية بطنجة مع الكاتب الإقليمي الأسبق للاتحاد الوطني بطنجة، الذي كان قد أعلن في مارس الماضي، بمعية 12عضوا مسؤولا من الاتحاد، عن التحاقه بالفيدرالية الديمقراطية للشغل بسبب «غياب العمل النقابي السليم داخل الاتحاد نتيجة الخلط بين العمل السياسي والدعوي والنقابي»، أسفرت عن عودته إلى صفوف نقابة حزب العدالة والتنمية. وأوضحت المصادر ذاتها أن السندي بعث برسالة استقالته من الفيدرالية الديمقراطية للشغل إلى أمينها العام محمد العزوزي، وإلى السلطات المحلية، مشيرة إلى أن بلاغا سيصدر عما قريب سيكشف الأسباب الحقيقية التي كانت وراء عودته بعد ما يربو عن سبعة أشهر من انسحابه في اتجاه صفوف الاتحاد. وقالت المصادر إن السندي، عضو المكتب الوطني للاتحاد سابقا، ما زال ينتظر رد محمد يتيم الكاتب العام للاتحاد الوطني على رسالته التي تتضمن طلبا بالعودة إلى النقابة، مشيرة إلى أن «استقالة السندي من الفيدرالية ستشكل مناسبة لنقابة حزب «المصباح» للرد على خصومها الذين سارعوا إلى استغلال حادث الانسحاب للإضرار بها عشية الانتخابات». إلى ذلك، أوضح البشير العبدلاوي، الكاتب الإقليمي للاتحاد الوطني، بطنجة أن قيادة الاتحاد على المستوى المحلي لا تعترض على عودته، وقال في اتصال مع «المساء»: «ليس هناك أي اعتراض على عودة الأخ السندي محليا، لكننا ما زلنا ننتظر الرد على طلبه على المستوى المركزي. لكن ما أود التأكيد عليه، هو أن انسحابه من الاتحاد الوطني كان في لحظة غضب وانفعال حاولت بعض الأطراف استغلاله للنيل من النقابة، وأبواب الاتحاد مفتوحة في وجه كل من يريد العودة». وفيما تعذر الاتصال بمسؤولي نقابة الاتحاد الاشتراكي لمعرفة وجهة نظرهم في استقالة كاتبهم المحلي، كشف العبدلاوي أن استقالة السندي مردها «عدم انسجامه مع بعض الأفراد الذين كانوا قد أغروه بالانسحاب، وعدم توفر المناخ الديمقراطي والتسيير النقابي السليم الذي وعد به». وفي رده على سؤال للجريدة حول موقفه من عودة السندي، قال يتيم الكاتب العام لنقابة الإسلاميين: «لم أتلق إلى حد الآن أي طلب رسمي بهذا الخصوص، ولم يصدر المعني أي بيان بهذا الصدد، لذلك أفضل في هذا الوقت عدم التعليق». بيد أنه أضاف: «على كل حال إذا أراد الالتحاق مجددا بالنقابة، فنقول له مرحبا به، لكن كما كان لخروجه مقدمات وأسباب، فإننا ننتظر أن نعرف مقدمات وأسباب انسحابه من الفيدرالية الديمقراطية للشغل». وكان يتيم قد أصدر في 10 مارس الماضي بيان حقيقة حول دواعي استقالة السندي، أكد من خلاله أنه «لم يسبق للسيد السندي أن اشتكى خلال السنوات الست التي انتمى فيها للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب أو طرح في لقاءات المكتب الوطني أو خلال زيارات الكتابة الوطنية أي شكوى من نوع الافتراءات الواردة في البيان، وكان الأولى لو كانت الأسباب الحقيقية للاستقالة ترتبط بالتسيير والعلاقات الداخلية للاتحاد، و أن يكون المعني بالأمر قد طرحها في اللقاءات الشهرية للمكتب الوطني أو بين أنظار الكتابة الوطنية أو على هيئة التحكيم، ولا ندري كيف ظل السيد السندي صامدا طيلة هذه السنوات قبل أن تتكشف له الحقائق فجأة، ومنها الديمقراطية الصورية والخلط بين الدعوي والسياسي وتسخير العمل النقابي لأهداف وطموحات سياسية شخصية والتحكم في العمل النقابي والسياسي من خارج الإطار النقابي والسياسي».