نحو نصف تلاميذ الصف الأول هم عرب. هذه المعطيات تبشر بتغيير عميق في التركيبة الاجتماعية لإسرائيل، وتطرح على الدولة تحديا كبيرا: إدراج العرب الأصوليين في سوق العمل، لضمان النمو الاقتصادي على المدى البعيد. يمثل العرب الأصوليون في قوة العمل اليوم أقل من وزنهم بين السكان، الآخذ في الازدياد. إذا ما استمر الميل الحالي، فسيلقى عبء متزايد على الإسرائيليين الذين يعملون، يدفعون الضرائب ويعيلون الفئات المدعومة من السكان. الأصليون يتمتعون بامتيازات زائدة، إعفاء من الخدمة العسكرية ومخصصات أولاد ودعم للطلاب المتدينين، حققوها بفضل قوتهم السياسية. مدارسهم ترفض تعليم المواضيع الجوهرية، التي تمنح تلاميذهم مؤهلات أساسية في الرياضيات وفي الإنجليزية. دون التعليم الجوهري، فإن خريجي التعليم الأصولي سيجدون صعوبة في أن يُستوعَبُوا في سوق العمل الحديث والمساهمة بنصيبهم في النمو الاقتصادي ورفاه عموم السكان في إسرائيل. لضمان توزيع أكثر عدلا للعبء الاجتماعي والاقتصادي، يجدر إلغاء الحقوق الزائدة للأصليين وإلزام أجهزة التعليم لديهم بتعليم المواضيع الجوهرية. ولكن عندما تخشى الأغلبية الأصلية وممثلوها في الكنيست وفي الحكومة من المواجهة مع الطائفة المذكورة، وتفضل شراء تأييدها السياسي، يصبح ضروريا فتح آفاق أخرى لدمج الأصليين في قوة العمل. في هذه الظروف، ينبغي الترحيب بالارتفاع في عدد الأصليين، الذين سجلوا للتعليم الأكاديمي في مؤسسات خاصة. فقد أفاد عوفر إيلاني في «هآرتس» بأن الكليات المخصصة للأصليين ستعلم هذه السنة ألفي طالب، أكثر بأربعة أضعاف مما كان في 2005. وينبغي أن تضاف إلى ذلك مشاريع مثل «فجر أزرق» لإدراج الأصليين في المنظومة الفنية لسلاح الجو. برامج الدمج نشأت من خلال التعاون بين المبادرين الاجتماعيين، التمويل الحكومي والشبان الأصليين المحبين للتعليم العالي. عدد المشاركين فيها ما يزال بعيدا عن إرضاء احتياجات السوق في المستقبل، وبرامج التعليم في الأكاديمية الأصولية موجهة بقدر أكبر نحو احتياجات الطائفة أكثر مما هي موجهة لتعزيز صناعات التصدير. ولكن اتساعها يعبر عن تطور إيجابي سيسهل دخول الشبان الأصوليين إلى سوق العمل دون أن يؤدي إلى مواجهة سياسية من شأنها أن تنتهي بالفشل.