نفذت إدارة الشركة المغربية للشاي والسكر منذ بداية الأسبوع الجاري قرارا جمدته بالتقليص من ساعات العمل في كل أقسام الشركة التي تعاني أزمة مالية خانقة ووضعا مترديا فيما يخص مكانتها في سوق الشاي في المغرب، فقد ذكر مصدر من داخل الشركة أن التقليص يقضي بأن يشتغل نصف العمال المقدر عددهم ب 374 فردا لمدة أسبوع واحد ثم يتوقفون عن العمل في الأسبوع الموالي، وهو ما يسمى بالبطالة التقنية. ويتوقع أن يعقب هذا الإجراء تسريح الكثير من عمال الشركة التي فقدت الكثير من حصتها في السوق، حيث انتقلت من وضعية هيمنة على سوق الشاي إلى حائزة على حصة هزيلة في السوق لا تتجاوز 16 %، وقد أوضحت إدارة الشركة في مراسلة ل «المساء» أنها بانتظار رأي السلطات المحلية، ممثلة في عامل عمالة عين السبع الحي المحمدي، لتسريح 200 من عمال الشركة، مبررة هذه الخطوة الاضطرارية بالرغبة في إنقاذ الشركة مع الحفاظ على أكبر عدد ممكن من مناصب الشغل، في ظل الوضع الصعب الذي تعيشه المؤسسة، حيث إنها تشغل 25 % فقط من قدرتها الإنتاجية، وتشكل كتلة الأجور حوالي 50 % من رقم المعاملات، هذه النقاط تضعف من تنافسية الشركة وقوتها في سوق مفتوح يتسم بتنافسية شديدة. النقابات العمالية الممثلة للمستخدمين ترفض هذه المبررات وتعتبرها تغطية على سوء التدبير المالي والإداري الذي عرفته الشركة منذ خوصصتها، وقد نظمت الجمعة الماضي وقفة احتجاجية على تنفيذ قرار تقليص ساعات العمل الذي يشمل القسم التقني والإنتاجي والإداري والمالي وقسم المختبر والمشتريات، واستثني القسم التجاري والمكلفون بالحراسة. ويضيف مصدر نقابي أن النقابات وجهت مراسلات إلى مفتش الشغل والعامل تعتبر فيها أن إدارة الشركة المغربية للشاي خرقت مدونة الشغل لأنها لم تستشر مع الممثلين النقابيين قبل الانتقال إلى مرحلة التنفيذ، في حين أن الفصل 185، يضيف المصدر، من المدونة يشير إلى أنه لا يمكن للمشغل أن ينفذ قرار التقليص إلا بعد استشارة مندوبي الأجراء والممثلين النقابيين بالمقاولة، في حين تقول الإدارة إن قرارها يتوافق مع قانون الشغل، حيث تم إعلام أعضاء لجنة المقاولة والسلطات الإدارية بهذا القرار بطريقة قانونية. وحول إذا ما كانت هذه الخطوة بمثابة إنهاء للمفاوضات التي جرت بين الإدارة والنقابات حول الشروط المادية للمغادرة الطوعية التي انتهت بالفشل، قال مسؤولو الشركة إنهم لا يعتبرون أن المفاوضات مع النقابات قد انتهت، مضيفين أن اتخاذ هذه القرارات كان صعبا جدا وضروريا لإنقاذ مستقبل الشركة وأكبر عدد ممكن من الوظائف.