رجح مصدر نقابي داخل الشركة المغربية للشاي والسكر في تصريح ل«المساء» أن يوقع، اليوم الاثنين، لدى عامل عمالة عين السبع الحي المحمدي محضر اتفاق بين إدارة الشركة والنقابات العمالية حول شروط المغادرة الاختيارية التي تريد إدارة الشركة، التابعة لمجموعة «هولماركوم»، تنفيذها لتقليص عدد العاملين وإنقاذ المؤسسة من الأزمة الخانقة التي تعيشها نتيجة تدهور حصتها في السوق الداخلية إلى 18 في المائة بعدما كانت تهيمن على سوق الشاي في المغرب، وعدم قدرتها على مواجهة المنافسة. وحسب المعطيات التي حصلت عليها «المساء»، فإن المدير العام للشركة نور الدين مسفيوي قام بمراجعة للعرض المقدم للعمال الراغبين في المغادرة الطوعية وعرض ذلك على الرئيس المدير العام لمجموعة «هولماكوم» حسن بنصالح للمصادقة عليه، بعدما لم يستجب لمبادرة المغادرة الطوعية سوى 3 عمال عند انتهاء آجال وضع طلبات الاستفادة في 18 شتنبر الماضي، وعبرت النقابات الممثلة في صفوف عمال الشركة عن رفضها الشديد لشروط هذه المغادرة، بحيث تضمن العرض في صيغته الأولى صرف تعويض حددت قيمته في شهرين من الراتب الشهري الخام عن كل سنة أقدمية، على ألا يتجاوز سقف التعويض الإجمالي 36 شهرا، وألا يعادل مبلغ التعويض الراتب المتبقى إلى حدود بلوغ سن التقاعد (60 سنة). وتقول إدارة الشركة إن هذا العرض يفوق السقف المحدد في مدونة الشغل، الذي حدد مبلغ التعويض عن الطرد التعسفي في شهر ونصف الشهر، في حين تقول النقابات إن العرض أقل من العرض المقدم في عملية المغادرة الطوعية التي تمت قبل خوصصة الشركة في شتنبر 2006، وقد قدم الفرقاء الاجتماعيون مقترحين، أولهما منح تعويض 3 أشهر عن كل سنة عمل مع الراتب الخام دون سقف زائد راتب 6 أشهر، وثانيهما صرف أجرة شهرين ونصف عن كل سنة عمل دون سقف زائد راتب سنة. الاتفاق المتوقع سيساعد على نزع فتيل الاحتقان الاجتماعي داخل الشركة على خلفية رفض النقابات الطريقة التي تطبق بها الإدارة عملية إعادة هيكلة الشركة، وقد رأت فيها، حسب أول بلاغ مشترك بين النقابات، «وسيلة لطرد المستخدمين رغم أنهم غير مسؤولين عن الوضعية المالية السيئة التي أصبحت عليها الشركة».