قررت ثلاثة أحزاب سياسية تنتمي إلى الصف اليساري، وهي التقدم والاشتراكية، وجبهة القوى الديمقراطية، والحزب العمالي، إحداث تحالف برلماني في مجلس النواب والمستشارين، وسياسي، في أفق الاندماج الرامي إلى إحداث حزب جديد، قبل الانتخابات التشريعية لسنة 2012 ، حسب ما ذكرت مصادر حزبية. وقال محمد نبيل بن عبد الله، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، ل«المساء» إن الهدف من تشكيل تحالف برلما ني وسياسي هو إعطاء دينامية جديدة في العمل الحزبي، يجسد بالملموس النداءات الكثيرة الرامية إلى توحيد قوى اليسار، وينزل خلاصات الاجتماعات التي تلت ذلك على أرض الواقع، مؤكدا أن الأحزاب الثلاثة تسعى إلى إحداث قطب يساري حداثي تقدمي قادر على التأثير في الساحة السياسية، والتفاعل مع انتظارات المواطنين، الذين حاروا في أمر من سيبلور تطلعاتهم الحداثية الديمقراطية. وأوضح بن عبد الله أن التحالف السياسي الجديد منفتح على باقي المكونات اليسارية، لتشكيل حركة سياسية تقدمية كبرى، مبرزا أن اللجان الثنائية التي أحدثها التقدم والاشتراكية مع بعض المكونات اليسارية لا تزال قائمة، بينها الاشتراكي الموحد، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي يتواصل معه الحزب دائما. واستبعد بن عبد الله تحقيق اندماج بين الأحزاب الثلاثة في الأشهر المقبلة، معتبرا أن النقاش سيستمر بينها في أفق إنضاج فكرة الاندماج، خاصة أن لكل حزب عاداته ومشاكله التنظيمية، بل أحيانا صراعاته الداخلية، وهذا يتطلب نفسا جديدا في التعامل، مضيفا أن الأحزاب الثلاثة ستنظم جامعة مشتركة لتعميق المناقشة. ومن جهته، قال اسماعيل العلوي، أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، إن التحالف الجديد لن يضر تجمع الكتلة الديمقراطية، بل سيدعمها، مشيرا إلى أنه لن يكل من العمل على ضمان تماسك الكتلة الديمقراطية، حيث دعا في أكثر من مناسبة عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال، وعبد الواحد الراضي، الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي إلى عقد اجتماع ثلاثي لتجاوز حالة الجمود التي تعيشها الكتلة الديمقراطية، آملا أن يحصل ذلك في الأيام القليلة المقبلة. وفي السياق نفسه، قال التهامي الخياري، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، إنه يسعى إلى تشكيل حزب يساري كبير، والتحالف الجديد يعد لبنة نحو تحقيق هذا المسعى، الذي يود تحقيقه كل مناضلي اليسار، مشيرا إلى أن الأحزاب الثلاثة ستفعل العمل البرلماني وستقوي وظيفته البناءة، رغم اختلاف موقع كل حزب، حيث يشارك حزب التقدم والاشتراكية في الحكومة. وأكد الخياري أن التكتل الجديد ليس موجها ضد أحد، سواء كان مصطفا في الحكومة أو المعارضة، يمينيا أو يساريا، مضيفا أن فكرة الاندماج بين الأحزاب الثلاثة واردة، وسيتم تعميق النقاش بين كافة مناضلي الأحزاب الثلاثة، لتحقيق الهدف المنشود. ومن جهته، نفى عبد الكريم بن عتيق، أمين عام الحزب العمالي، أن تكون عملية تشكيل تحالف برلماني، وسياسي، في هذا الوقت، موجهة ضد أحد، مستندا في ذلك على اللقاءات التي عقدتها قيادات أحزاب اليسار منذ أزيد من خمسة أعوام، والتي أدت إلى إنضاج فكرة التحالف في السنتين السابقتين، من خلال ندوات فكرية عديدة، مؤكدا أن التحالف الجديد سيجيب عن عدد من الأسئلة، التي تؤرق بال المواطنين فيما يخص قضايا مصيرية، خاصة في الجانب الاقتصادي والثقافي والسياسي. واستبعد بن عتيق أن يحدث هذا التحالف الحزبي الجديد مشاكل مع باقي المكونات اليسارية، مبرزا أن التقارب الحاصل بين مكونات بعض الأحزاب، لن يزيد المكونات الأخرى إلا إصرارا على تحقيق خطوات إيجابية في سبيل إحداث حزب يساري كبير.