استأنف محمد نبيل بن عبد الله، السفير السابق للمغرب في روما، نشاطه في حزب التقدم والاشتراكية، حيث شارك مؤخرا، في اجتماع للمكتب السياسي عقد بالرباط، وناقش مع باقي الأعضاء وضعية الحزب على ضوء النتائج التي حققها في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة. وقالت مصادر متطابقة ل«المساء» إن بن عبد الله ظل مستمعا إلى آراء القيادة الحزبية، وإلى التفسيرات التي قدمت، حيث خلصت إلى أن التقدم والاشتراكية حقق في الانتخابات نتائج «لا بأس بها»، مقارنة مع بعض الأحزاب التي صرفت أموالا طائلة لتغطية أغلب الدوائر وتقدمت بأكبر عدد من المرشحين، دون إغفال الذين استعملوا المال لشراء ذمم الناخبين. وأوضحت ذات المصادر أن التقدم والاشتراكية احتل المرتبة الثامنة في الانتخابات الجماعية التي جرت يوم 12 يونيو الماضي، وكذا في الغرف المهنية. وقال إسماعيل العلوي بهذا الخصوص «إن المعطيات الواقعية تظهر أن الحزب أحرز تقدما في بعض المناطق، من حيث عدد الأصوات المحصل عليها، رغم أنه لم يفز بمقاعد، وفي جانب آخر استطاع الفوز في مناطق لم يكن من المعتاد الحصول فيها على مقاعد لاعتبارات شتى تدخل في ما هو سوسيو ثقافي، كالانتماء العائلي، وغيره»، مشيرا إلى أن الحزب عليه الاهتمام بتلك المناطق، عبر جمع معطيات عنها، ودراسة مشاكل السكان، وبحث حلول ناجعة لها، ما يكسب الحزب قوته داخل النسيج المجتمعي. وتحدث المشاركون في اجتماع المكتب السياسي للحزب، حسب المصادر، عن التحضير لانتخابات الجهة، وتجديد ثلث أعضاء مجلس المستشارين والدخول البرلماني، مؤكدين أن الفريق النيابي المشترك بين التقدم والاشتراكية وجبهة القوى الديمقراطية في مجلس النواب لم يعد قائما، بحكم تقلص عدد الفريق المشترك من 26 نائبا إلى 17 نائبا، حيث غادر أربعة نواب حزب جبهة القوى الديمقراطية، في إطار الترحال السياسي، وظل الحزب ممثلا ب 5 نواب، فيما غادر التقدم والاشتراكية خمسة نواب، وبقي 12، ما يعني توسيع التحالف في اتجاه أحزاب أخرى، حيث درست القيادة الحزبية إمكانية إحداث فريق نيابي مشترك مع الاشتراكي الموحد والعمالي، ومنح نواب الفريق صلاحية إجراء المشاورات، فيما عكفت لجنة داخل المكتب السياسي على دراسة كيفية الفوز في انتخابات تجديد ثلث مجلس المستشارين لتعويض الذين ستسقطهم قرعة تجديد ثلث مجلس المستشارين، لكونهم استكملوا مدة انتدابهم، والبالغ عددهم ثلاثة مستشارين، واسترجاع مقعدين اثنين، لكون الحزب فقدهما إثر وفاة مستشارين اثنين، وهما محمد رحموني، من مدينة الناظور، ومحمد الشوفاني من اليوسفية بالرباط، متوقعين تحقيق نتيجة طيبة، من خلال إمكانية فوز 15 مستشارا، الذين يتوفرون على حظوظ في إنتخابات تجديد الثلث في مجلس المستشارين، نافيا أن يشارك الحزب عبر صنف المأجورين، باتفاق مع نقابة عمالية. وأعلنت ذات المصادر أن أعضاء اللجنة المركزية للحزب قرروا عقد اجتماع بعد انصرام شهر رمضان الأبرك، لمناقشة التحضير للمؤتمر العام المقبل، الذي سيجرى ربيع 2010، إذ من المنتظر أن يتم انتخاب قيادة شابة جديدة، تعمل مع أخرى لديها تجربة وحنكة، خاصة بعد نجاح أوراش كثيرة، بينها هيكلة الحزب في العديد من المناطق، وكذا صحف الحزب، التي أضحت تسير بطاقم شاب، متمرس على العمل الصحافي، وتدقيق برامج الحزب في جميع القطاعات، وبالأخص التعليم والفلاحة والاقتصاد.