بادر مدرب الوداد البيضاوي بادو الزاكي بالاتصال باللاعب الدولي السابق نور الدين النيبت من أجل تقديم فروض العزاء، مباشرة بعد أن توصل الإطار الوطني بنبإ وفاة المرحومة أمينة والدة النيبت إثر مرض عضال لم ينفع معه علاج، وكان متواجدا حينها في مدينة الجديدة. وكانت المكالمة الهاتفية بين الزاكي والنيبت هي الأولى من نوعها، بعد أن طفت في سماء العلاقات بين الرجلين غيمة خلاف قديم يرجع إلى يونيو 2005، وبالتحديد قبيل مباراة المنتخبين المغربي والكيني برسم إقصائيات كأس العالم 2006. وقال الزاكي ل»المساء» إن تقديم العزاء مسألة عادية وضرورة ملحة في العلاقات الإنسانية، لأنه يعرف حق المعرفة الفقيدة وخصالها الطيبة، كما أن ظرفية الموت تفرض تجاوز كل الخلافات الجانبية متمنيا للفقيدة الرحمة والرضوان. من جهته تلقى نور الدين النيبت عزاء الزاكي بكثير من التقدير، خاصة بعد أن تبين أن دواعي الخلاف السابق لا وجود لها الآن، وبالتالي لم يعد من مبرر لحالة الجفاء التي دامت أربع سنوات، وغدتها بعض الخرجات الإعلامية لهذا الطرف أو ذاك. وسجل الرأي العام الودادي مبادرة الزاكي بارتياح شديد، واعتبرها بداية لتطبيع العلاقات بين لاعبين ارتبطا بالوداد والمنتخب، وحملا معا شارة عمادة النادي والفريق الوطني، قبل أن تفرقهما الظروف. وشهدت جنازة والدة النيبت توافد العديد من اللاعبين والمدربين ومحبي الوداد البيضاوي، فضلا عن أعضاء من المكاتب المسيرة للرجاء والوداد، وأفراد من الطاقم التقني للمنتخب وأعضاء جماعيين قدامى وجدد. وكان بعض اللاعبين الدوليين القدامى قد قاموا خلال المباراة التضامنية التي جرت في مدينة فاس بين أصدقاء زيدان ورونالدو، بمحاولة لتذويب جليد النزاع بين الزاكي والنيبت، خاصة وأن هذا الأخير كان يتواجد في تلك الأمسية ضمن الفريق الذي يشرف على تدريبه الزاكي، إلا أن المحاولة فشلت لضعف التنسيق بين مختلف الأطراف. للإشارة فإن العديد من حفلات التأبين، كانت وراء تطبيع العلاقات بين العديد من الرياضيين الذين فرقت بينهم المنافسات الرياضية، ووحد بينهم الموت، بل إن حالات الحداد تكون دافعا لوضع الخلافات جانبا، كما حصل في أعقاب وفاة المرحوم عبد الرزاق مكوار، حين ألغى الرجاويون احتفالاتهم باللقب احتراما للمناسبة الحزينة.