فاجأ المكتب الجامعي المتتبعين لمخاض اختيار مدرب المنتخب الوطني، بإعلان تأجيل الحسم في الترشيحات إلى أجل غير مسمى في الوقت الذي كان منتظرا أن يعلن المكتب أمس عن اسم بادو الزاكي كما رجحت كل الأخبار المتسربة من المشاورات داخل الجامعة وخارجها. وأوضحت مصادر مطلعة، في اتصال أجرته مع «المساء»، أن سبب التأجيل يعود إلى غضب الجنرال حسني بنسليمان رئيس الجامعة إثر تسريب اسم الزاكي مدربا رسميا للمنتخب من قبل الصحافة قبل الإعلان الرسمي للمكتب الجامعي. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن قلقا كبيرا بدا على الجنرال من خلال نبرات صوته وهو يتحدث مع أعضاء جامعيين ليخبرهم بقرار التأجيل، مؤكدا أن ما نشرته الصحافة أقلقه سيما عندما تحدثت عن كون الزاكي سيعود إلى المنتخب ليثأر من خصومه في الجامعة، مضيفة أن رغبة الزاكي في اختيار الطاقم التقني الذي سيشتغل معه، واشتراط أطراف في الجامعة عدم اختياره لعزيز بودربالة على خلفية تصريحاته السابقة الداعية إلى رحيل أوزال، ساهما بدورهما في قرار التأجيل. وتجنبت الجامعة إصدار بلاغ تعلن من خلاله تأجيل الاجتماع بخلاف ما درجت عليه في السابق، في الوقت الذي قال فيه مصدر مسؤول إن تأجيل الاجتماع يعود إلى التزام الجنرال بالزيارة الملكية لمدينة فاس، غير أن مصادر «المساء» أشارت إلى أن المكتب الجامعي كان على علم بموعد الزيارة الملكية قبل تحديد موعد الاجتماع وأن هذا الأخير لم يكن منتظرا أن يستغرق وقتا طويلا. وتابعت المصادر نفسها أن رغبة الجهات العليا في تولي الزاكي لمسؤولية تدريب المنتخب الوطني نزلت كقطعة ثلج باردة على أعضاء المكتب الجامعي، سيما وأن أغلبهم لم يكونوا متحمسين للتعاقد مع الزاكي بسبب خلافاتهم السابقة معه، والأمر نفسه بالنسبة إلى الجنرال بنسليمان الذي ظل يتجنب الحديث عن الزاكي خلال الاجتماعات التي عقدها، سواء مع المكتب الجامعي أو مع ودادية المدربين. وتربط الزاكي علاقة قوية بالقصر، إذ يحظى بعطف خاص من الأمير مولاي رشيد، الذي دعمه بشكل كبير خلال صراعه مع الجامعة في الفترة التي تولى فيها الإشراف على تدريب المنتخب، بل إن الملك الراحل الحسن الثاني هو الذي اختار اسم ابنته حسناء التي ازدادت سنة 1986 خلال مشاركة المغرب في مونديال المكسيك. المصادر نفسها أشارت إلى أن تأجيل الاجتماع ليس إلا حلقة جديدة من مسلسل شد الحبل بين بادو الزاكي وجامعة الكرة، مشيرة إلى أن الجامعة سعت من خلال قرار التأجيل إلى توجيه رسالة مباشرة إلى المدرب المقبل للمنتخب. وكانت حظوظ الزاكي في تولي مهمة تدريب المنتخب الوطني ضئيلة جدا، إذ كان جمال فتحي، المدير التقني الحالي، هو الأقرب لتولي المهمة، غير أن تصاعد وتيرة الأحداث في الأسبوع الماضي ورغبة الجهات العليا في تولي الزاكي لمهمة تدريب المنتخب جعلا بادو المرشح الأول لتدريبه. أسرار خلاف الزاكي مع الجنرال يعود خلاف الزاكي مع الجامعة إلى الفترة التي كان فيها مدربا للمنتخب الوطني ما بين 2002 و2005، إذ بدأت حلقاته بإبعاده للعميد السابق نور الدين النيبت خلال مباراة المغرب وكينيا في نيروبي في إطار تصفيات كأس العالم 2006. ورغم الرغبة الملحة التي أبداها الجنرال بنسليمان في تطويق الخلاف بينهما، فإن الزاكي رفض بشكل قاطع إشراك النيبت في هذه المباراة، معتبرا أنه صاحب القرار، وقال لأحد مبعوثي الجنرال الذي لم يكن، آنذاك، غير الكولونيل مصمم، إنه لا مجال للتراجع عن قراره وأنه يتحمل مسؤولية اختياراته، قبل أن يتواصل الخلاف في مباراة تونس، إذ رفض الزاكي دخول امحمد أوزال إلى مستودع ملابس المنتخب الوطني، قبل أن يقرر الزاكي تقديم استقالته في وقت لاحق احتجاجا على ما اعتبره عدم قدرته على العمل في ظل الضغط المسلط عليه.