تشرع عدة جمعيات حقوقية ومدنية في تنظيم سلسلة من الوقفات بمدن الرباطوفاسووجدة احتجاجا على الإهمال الذي عوملت به الراحلة عائشة مختاري، التي كانت تعاني من مرض سرطان العظام وتوفيت بوجدة شهر غشت الأخير. وستنطلق مبادرة التضامن مع شقيق الراحلة اليوم الأربعاء بالاحتجاج أمام السفارة الفرنسية بالرباط، تليها وقفة مماثلة أمام القنصلية الفرنسية بمدينة فاس، ليختتم أسبوع التضامن يوم السبت بندوة بالمدينة الحدودية. وتشرف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع وجدة على هذا النشاط الذي ينظم تحت شعار «حتى لا تذهب حياة عائشة مختاري عبثا، لنعمل على أنسنة ودمقرطة شروط منح الفيزا للمغاربة». ويتضمن البرنامج تنظيم قافلة إلى قبر الراحلة بمقبرة سيدي يحيى. وعلمت «المساء» أن عبد العزيز مختاري شقيق عائشة يستعد لتوكيل المحامي الفرنسي البارز جيلبير كولار لرفع دعوى قضائية ضد السلطات الفرنسية بتهمة إهمال ملف الراحلة وحرمانها من العلاج من مرض سرطان العظام، الذي أصيبت به والذي يتعذر علاجه في المغرب. وبتزامن مع ذلك، يستعد عبد العزيز لرفع دعوى قضائية جديدة ضد كل من وزيرة الصحة ياسمينة بادو ووالي مدينة وجدة الإبراهيمي بالتهمة نفسها (الإهمال). وقال عبد العزيز إنه سيطالب بمتابعة المتورطين في عدم مساعدة أخته على العلاج من مرض سرطان العظام أمام المحاكم حتى آخر نفس «وذلك أملا أن لا يتكرر هذا السيناريو مع مواطنين آخرين». وبدأت حكاية الراحلة عائشة يوم 2 أبريل سنة 2008 حينما تقدمت إلى القنصلية الفرنسية بمدينة فاس بطلب لتأشيرة الدخول إلى الديار الفرنسية بغرض العلاج من السرطان، غير أن تشابها في الأسماء تسبب في رفض طلبها، حيث اختلط اسمها مع سيدة جزائرية تحمل الاسم نفسه تقدمت بطلب من الجزائر لتأشيرة الدخول إلى فرنسا لأجل السياحة يوم 10 أبريل من عام 2007. ورغم الاختلاف في الطلبين من حيث الدولة التي صدرا عنها وكذلك التاريخ والعناوين إلا أن السلطات الفرنسية «فشلت» في إصلاح الخطأ، وأصرت على حرمان السيدة عائشة من العلاج لتلقى ربها منتصف شهر غشت الجاري.