سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شقيق عائشة المختاري ينتقد وزراء الحكومة والمسؤوليين المحليين والأحزاب أكد أن وفاتها «لم تكن طبيعية» وإنما بسبب إهمال مسؤولين مغاربة وفرنسيين قرر متابعتهم قضائيا
بعث عبد العزيز مختاري، مؤخرا، برسالة إلى ملك البلاد ينتقد فيها وزراء الحكومة ومسؤولي الإدارة المحلية والأحزاب ويلتمس فيها منه إصدار أوامره بفتح تحقيق في وفاة شقيقته عائشة بسبب مضاعفات مرض سرطان العظام الذي أصيبت به. وأكد مختاري، في رسالته التي حصلت «المساء» على نسخة منها، أن وفاة عائشة «لم تكن طبيعية» بل كانت نتيجة إهمال الإدارة الطبية لها وعدم اهتمام مسؤولي الحكومة بملفها ومطالباتها العديدة بالسماح لها بالسفر إلى فرنسا بغرض العلاج الذي يتعذر في المغرب، بعد 18 شهرا من إتباع المساطر القانونية والإدارية دون جدوى. وخص مختاري وزيرة الصحة عن حزب الاستقلال ياسمينة بادو بالنصيب الأكبر من الانتقاد واتهمها ب«تزوير الحقائق» بشأن مرض شقيقته عندما أكدت في رسالة بتاريخ 19 يناير 2009 أن عائشة تخلت عن العلاج طواعية، موضحا أنه قدم بنفسه الملف الصحي لشقيقته للوزيرة بحضور زوجها خلال زيارة إلى مدينة وجدة بتاريخ 9 يوليوز 2008، موضحا في رسالته أن عدم تحرك الوزيرة لفائدة علاج شقيقته ومساعدتها على تجاوز الخطر المحدق بها يعد مخالفة يعاقب عليها القانون. وذكر عبد العزيز في رسالته أن عائشة عانت ألما لا يطاق طيلة سنتين تقريبا «إلى درجة كان يبدو فيها القتل الرحيم الخيار المناسب لها لوضع حد لتلك الآلام، خاصة بعد تفجر ركبتها بالقيح والدم عشرة أيام قبل وفاتها». وانتقد مختاري والي الجهة الشرقية، محمد الإبراهيمي، وقال في رسالته إلى الملك «لقد بعثت للوالي بتفاصيل قضية أختي لأربع مرات متتالية، لكن للأسف الشديد ظلت اللامبالاة والإهمال هي كل رد فعل السيد الوالي الذي يمثل جلالتكم أمام رعاياكم في المنطقة الشرقية». بينما تؤكد رسائل الوزيرة بادو أن عائشة مختاري تلقت العلاج بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء وأرسلت بعد ذلك لاستكمال علاجها بمركز الإنكولوجيا الحسن الثاني بوجدة، قبل أن تنقطع عن العلاج «طواعية». وقد قرر شقيق الراحلة متابعة كل من الرئيس نيكولا ساركوزي ووزير خارجيته برنار كوشنير إلى جانب وزير الهجرة السابق الذي يشغل حاليا منصب وزير الداخلية، بريس أورتوفو وعدد من المسؤولين الفرنسيين، إلى جانب الوزير الأول عباس الفاسي ووزيرة الصحة ياسمينة بادو، بتهمة عدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر. وأكد عبد العزيز أن لديه كل الوثائق التي تدين المسؤولين الفرنسيين الذين أهملوا حالة أخته حتى توفيت بعدما تم حرمانها من حقها في العلاج في فرنسا بعد رفضهم منحها التأشيرة، وشدد عبد العزيز مختاري على أن الهدف من هذه الدعوى القضائية هو فضح الأخطاء التي ارتكبتها السلطات القنصلية الفرنسية في المغرب وتسببت في وفاة أخته وحرمانها من العلاج. وبدأت حكاية السيدة عائشة يوم ثاني أبريل 2008 حينما تقدمت إلى القنصلية الفرنسية بمدينة فاس بطلب لتأشيرة الدخول إلى الديار الفرنسية بغرض العلاج، غير أن تشابها في الأسماء تسبب في رفض طلبها، حيث اختلط اسمها مع سيدة جزائرية تحمل الاسم نفسه تقدمت بطلب من الجزائر لتأشيرة الدخول إلى فرنسا لأجل السياحة يوم 10 أبريل من عام 2007. ورغم الاختلاف في الطلبين من حيث الدولة التي صدرا عنها وكذلك التاريخ والعنون فإن السلطات الفرنسية «فشلت» في إصلاح الخطأ، وأصرت على حرمان السيدة عائشة من العلاج لتلقى ربها منتصف شهر غشت الماضي.