استنكر لطفي أحد مسؤولي فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بفاس، التدخل الأمني في حق المتظاهرين أمام القنصلية الفرنسية بفاس أول أمس الأربعاء تضامنا مع الراحلة عائشة المختاري.، واعتبر في تصريح لالتجديد أن منع الوقفة غير مبرر وغير قانوني، مؤكدا على أن الوقفة تأتي في إطار إحياء أربعينية وفاة عائشة المختاري من طرف المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وذلك تحت شعار: حتى لا تذهب حياة عائشة المختاري عبثا. ورغم التدخل الأمني الذي طال وسائل الإعلام، وأصيب خلاله عضو الجمعية، فقد تم تنظيم الوقفة على بعد عشرات الأمتار من مبنى القنصلية، حيث رفع المتظاهرون شعارات نددوا من خلالها بما اعتبروه أساليب عنصرية لمنح الفيزا للمغاربة، مؤكدين على أن عائشة كانت ضحية عنصرية فرنسا الفاشية، واعتبر متحدث باسم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، تلا البيان الختامي، أن الوقفة المنظمة هي بمثابة تأبين للضحية، وإعلان عن موت الضمير الإنساني الفرنسي، في الوقت الذي تتبجح فيه فرنسا بكونها بلدا للمساواة والحرية والعدالة. إلى ذلك، شارك العديد من أطياف المجتمع المدني والحقوقي، في الوقفة الاحتجاجية التي نظمها المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أمام السفارة الفرنسية بالرباط، بمناسبة أربعينية الراحلة عائشة المختاري. وقد رفع المتظاهرون شعارات تطالب بالعدالة وجبر الضرر، والاعتذار لعائلة المختاري، كما استنكر المتظاهرون العنصرية الممارسة ضد شعوب الجنوب، وحرمانهم من حقهم في التنقل الذي تكفله القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية، وحمل المتظاهرون كلا من القنصل الفرنسي والحكومتين المغربية والفرنسية مسؤولية وفاة عائشة المختاري بسبب إهمالهم وتقصيرهم. وعقب الوقفة توجه المتظاهرون للمشاركة في الندوة التي نظمت بمقر هيأة المحامين بالرباط، والتي نظمت تحت عنوان الفيزا وحقوق الإنسان، النشاط الذي تميز بتغطية إعلامية مهمة. وقد أطر الندوة كل من خديجة الرياضي رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وعبد الكريم بلكندوز، وعبد الرحيم برادة، وكمال لحلو، والذين اجمعوا في مداخلتهم على استنكار التمييز الذي تمارسه الدول الأوربية في حق المغاربة، كما استغربوا لغياب الدبلوماسية المغربية في هذا الحادث، وعدم تدخلها لوقف ما أسموه إهانة كرامة المغاربة، وطالبو مكونات المجتمع المدني والسياسي بالمغرب، لتحريك هذا الملف حتى ينال المغاربة حقهم في السفر والكرامة. وتعود تفاصيل القضية، إلى 15 غشت من السنة الجارية، حين توفيت المواطنة المغربية عائشة المختاري بمدينة وجدة، بعد معاناة استغرقت أزيد من سنتين بسبب إصابتها بسرطان العظام. وقد جاءت هذه الوفاة حسب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، نتيجة الرفض التعسفي والقاتل من طرف القنصلية الفرنسية بفاس، التي لم تمكن عائشة المختاري من التأشيرة الفيزا للسفر إلى فرنسا قصد العلاج، رغم تمكنها من توفير جميع الوثائق القانونية، وحصولها على موافقة مؤسسة كوستاف روسي التي قبلت استقبالها على نفقة عائلتها، وحصولها على ملف طبي مصادق عليه من طرف وزارة الصحة المغربية.ورغم ذلك فقد رفضت القنصلية الفرنسية منح عائشة التأشيرة، بدعوى هذه الأخيرة أنه اختلط عليها شخص عائشة المختاري المغربية بمواطنة جزائرية تحمل نفس الاسم، ممنوعة من دخول الأراضي الفرنسية. وقد راسلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، تندد فيه بالقرار التعسفي للقنصلية الفرنسية بفاس، والذي تمت تزكيته من طرف السلطات الفرنسية، كما طالبت الجمعية الرئيس الفرنسي بمتابعة المسؤولين عن الحرمان التعسفي والقاتل حسب الجمعية، في حق عائشة المختاري، كما طالبت بإنصاف عائلة الراحلة من خلال اعتذار علني. كما راسلت الجمعية الوزير الأول المغربي عباس الفاسي، مطالبة إياه التعويض عن الأضرار التي لحقت بالراحلة وعائلتها، وطالبته بالخروج من الموقف السلبي الذي إلتزمته السلطات المغربية تجاه هذه القضية.ومن المنتظر أن يتم تنظيم مهرجان خطابي تضامني يوم السبت القادم بوجدة، تضامنا مع عائلة المختاري.