في إطار البرنامج الوطني الذي سطره المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان لفضح واقع الفيزا المجحف واللا إنساني، وبعد الوقفات الاحتجاجية التي تم تنظيمها بكل من الرباطوفاس وفرنسا، وتحت شعار «حتى لا تذهب حياة عائشة مختاري عبثا لنعمل على أنسنة ودمقرطة شروط منح الفيزا للمغاربة» نظمت الجمعية بتنسيق مع فرع وجدة والفرع الجهوي للجهة للشرقية مهرجانا خطابيا إحياء لأربعينية المرحومة عائشة مختاري، التي وافتها المنية يوم 15غشت نتيجة حرمانها من فيزا العلاج بإحدى مصحات الأنكلوجيا بفرنسا بفعل تعنت مسؤولي القنصلية الفرنسية بفاس. بحضور عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان وممثلي فروع الجمعية بالجهة الشرقية وبعض ممثلي الهيئات السياسية والمدنية ووسائل الإعلام، قدم الأستاذ كرزازي رئيس فرع وجدة كلمة استنكر من خلالها عدم تحمل السلطات المغربية لمسؤوليتها أولا في توفير العلاج لمرضى السرطان وثانيا في التدخل لدى مصالح القنصليات لتمكين طالبي العلاج خرج ارض الوطن من الحصول على التأشيرة، كما طالب بمتابعة المسؤولين عن مأساة عائشة مختاري لإنصاف عائلتها. أما سميرة كيناني عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان فأشارت في كلمتها أن قضية عائشة مختاري نبهت إلى ضرورة التعبئة الشاملة للمطالبة بأنسنة الفيزا صونا لكرامة المواطن، نظرا لما يتعرض له طالبي الفيزا من استفزازات وإهانات كبيرة من قبل مسؤولي القنصليات وخصوصا الفرنسية. كما دعت فروع الجهة إلى متابعة شكايات المواطنين المتعلقة بمنح تأشيرة العلاج لأن الحق في الصحة مرتبط بالحق في الحياة... ومن جهته ألح محمد امباركي رئيس الفرع الجهوي للجمعية بالجهة الشرقية على إعطاء الملف بعده الإشعاعي القوي وجعله من الأولويات الحقوقية من أجل احترام كرامة المواطن، كما أدان من خلال كلمة ألقاها بالمناسبة التدخل العنيف ضد مناضلي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة فاس أثناء تنظيمهم لوقفة احتجاجية سلمية أمام مقر القنصلية الفرنسية، احتجاجا عل الحرمان التعسفي للمرحومة عائشة مختاري من الحصول على تأشيرة العلاج بمعهد كوستاف روسي بالضاحية الباريسية. وبقلب مكلوم وعيون دامعة قدم عبد العزيز مختاري شقيق المرحومة شهادة حول معاناتها مع المرض ومع لامبالاة المسؤولين المغاربة لنداءاتها الإنسانية، وعدم تكليف أنفسهم عناء الرد على المراسلات التي وجهت إليهم للتدخل لإنقاذ حياة مواطنة مغربية ورحمتها من الآلام والمعاناة، عكس المسؤولين الفرنسيين الذين ردوا على كافة مراسلاته بالرغم من شدة لهجتها. وأشار إلى ما عانته الأسرة مع الشعور بالغبن والحكرة أمام ما لمسوه من تجاهل لمحنة مريضتهم -رحمها الله- من طرف المسؤولين على المستوى المحلي والمركزي... مؤكدا في الأخير عزمه على متابعة المسؤولين المغاربة الذين تمت مراسلتهم لتقديم المساعدة لشخص في حالة الخطر ولم يتدخلوا من أجل ذلك. وفي ختام اللقاء توجهت قافلة ضمت عشرات السيارات إلى مقبرة سيدي يحي للترحم على روح المرحومة عائشة مختاري.