تقاطرت على المستشفى الإقليمي وإحدى المصحات الخاصة بالجديدة، منذ ليلة السبت الماضي وحتى أمس، حالات مرضية لها نفس الأعراض تتمثل في العياء الشديد وارتفاع درجة الحرارة وأوجاع بالظهر وقيء مستمر إضافة إلى ظهور اصفرار بالجسم ولاسيما الأعين. ومعظم هذه الحالات قادم من منطقة امهيولة التابعة للنفوذ الترابي لجماعة اولاد حمدون المحادية لمدينة أزمور. «المساء» انتقلت إلى مستشفى محمد الخامس وعاينت فعلا أن مصابا مسنا ظل يرقد بغرفة العناية المركزة طيلة يومين وظهرت عليه نفس الأعراض التي تنجم حسب مصدر طبي عن الالتهاب الكبدي. عائلة تنتمي إلى نفس دوار الهالك نقلت هي الأخرى بأفرادها الخمسة، الأب والزوجة وابنيهما وزوجة الابن، وهم في شبه غيبوبة حيث أمر الأطباء بإدخالهم على الفور إلى غرف منعزلة وإخضاعهم لعلاجات مكثفة. المصابين الخمسة يرقدون بإحدى المصحات الخاصة بالجديدة والطبيب المشرف على علاجهم الدكتور (ع.م) أكد أن المرضى الخمسة يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة وأوجاع بالظهر واصفرار شديد بالجسم. الطبيب أفاد أن المصحة قامت بواجبها فور اكتشاف هذه الأعراض، بإخبار السلطات بخطورة الوضع الصحي لهذه العائلة بهدف اتخاذ الاحتياطات اللازمة بالمنطقة التي قدموا منها. وفعلا وبتنسيق مع مندوب وزارة الصحة العمومية فقد تم الانتقال إلى منطقة امهيولة وحسب آخر الأخبار القادمة من هناك فمعظم سكان المنطقة يعانون من أعراض تتطلب يقظة أكبر وإخضاع الجميع لفحوصات مستمرة ومراقبة دائمة. وقد أكد الدكتور (ع.م) ل«المساء» أنه يرجح أن تكون أسباب انتشار هذا المرض مرتبطة بمنبع مائي قادم من منطقة شبه جبلية يعتمد عليها السكان في الشرب والسقي، وهنا لابد من إجراء تحليل مختبري لتلك المياه للحد من الشكوك في عدم صلاحيتها، والاحتمال الثاني حسب اعتقاد الطبيب دائما قد يعود إلى وجود عدد من الجردان تسببت في مرض «ريكتيزيوز» والذي يحدث نتيجة تبولها بتلك المياه. وحسب مصدر من داخل أوساط ساكنة امهيولة فإن السلطات وعوض أن تتابع الوضع عبر جولات لأعوان السلطة الذين يحاولون استجواب السكان لمعرفة المسببات يرى أنه من الأجدر أن تتحرك قافلة طبية مجهزة بالتقنيات اللازمة لفحص عدد من المصابين بأعراض مماثلة للتحكم في أي وباء قد يعصف بالمئات، مادام أن أول حالة بمستشفى محمد الخامس قد فارقت الحياة وتنبئ بصحة وجود مرض قد ينتشر ويهدد السلامة الصحية لمجموعة من المواطنين, وقد علمت «المساء» أن سيدة قد دخلت المستشفى صباح أمس وتبدو عليها نفس أعراض المرض مما يثير التخوف من وجود حالة وباء بالمنطقة.