مباشرة بعد أن تطرقت «المساء» إلى مخاطر انتشار وباء الفيروس الكبدي في أوساط ساكنة منطقة امهيولة والإشارة إلى عدم وجود تعبئة وقائية داخل أوساط الساكنة. قررت السلطات الإقليمية وبتنسيق مع وزارة الصحة خلق لجنة موسعة منكبة على إنقاذ الوضع الصحي لتلك المنطقة، وقد سخرت لهذه العملية مؤهلات بشرية ولوجيستيكية مكونة من ثلاثة طواقم طبية مجهزة بأحدث الآليات الخاصة بالفحوصات الأولية مع تخصيص أربع سيارات تابعة للعمالة وثلاث سيارات إسعاف مجهزة تابعة لمندوبية وزارة الصحة. وقد انتقلت القافلة الطبية، صبيحة يوم الجمعة، إلى منطقة امهيولة وتوزعت على ثلاث نقط مراقبة مكلفة بإجراء كشوفات وفحوصات عاجلة للجموع الغفيرة من ساكنة المنطقة. وقد أسفرت هذه العملية عن نتيجة أولية تؤكد فعلا وجود هذا الوباء حيث بادرت السلطات على الفور إلى نقل أزيد من عشرة مصابين إلى المستشفى المحلي بأزمور في حين اكتفت المصالح الصحية الموفدة إلى عين المكان بتوزيع الأدوية على أزيد من ثلاثمائة مستفيد مع تقديم شروحات مستفيضة عن كيفية استعمالها والوقاية من الداء المتفشي. «المساء» انتقلت إلى المستشفى المحلي بأزمور وزارت المرضى الذين كان من ضمنهم رجال ونساء وشباب في مقتبل العمر، والتقينا مدير المستشفى مرسي بركات خالد الذي أكد أن المستشفى المحلي احتفظ بسبع حالات مصابة بداء الالتهاب الكبدي وثلاث حالات مستعصية أحيلت على المستشفى الإقليمي بالجديدة أصبحت تعاني من قصور كلوي يتطلب عناية مركزة وأكد مدير المستشفى المحلي ل»المساء» أن تعليمات صدرت عن وزيرة الصحة تأمر بتمتيع جل المصابين من امتياز مجانية التنقل إلى المستشفيات والإعاشة والمبيت والأدوية والتحليلات المختبرية. الطبيب أحمد عزيز المشرف على علاج المصابين أكد في تصريح ل»المساء» أن هذا الوباء ينتشر بطريقة غير مباشرة وتتم عادة عند السباحة في مياه النهر المقابل للمنبع المائي الذي تعرض للتلوث بفعل (تبولات) الجردان المتواجدة بكثرة بمنطقة امهيولة الفلاحية، وهذه العدوى لا تنتقل عن طريق الفم بل بواسطة غسل الوجه لأنها تنتقل عبر الأعين. وأكد الطبيب المداوم أن حالة المرضى مستقرة ويخضعون كل 12 ساعة لتحاليل مختبرية، حيث تأخد منهم عينة من الدم مع اختبار لأداء الكليتين، لأن إصابة هذه الأخيرة تعد السبب الرئيسي في الوفاة بفعل النزيف الذي قد تحدثه داخل الجسم. وأضاف الطبيب أن العلاجات حاليا تنصب على تفادي اضطرابات الخلايا الصفيحية التي تؤدي إلى خلل في توازنها. وأكد أن وجود طبيبة مختصة في الجهاز الهضمي داخل المستشفى المحلي بأزمور ساعد في إبراز مواكبة صحية فعالة. ونذكر أن المستشفى المحلي بأزمور دشنه الملك خلال آخر زيارة له للمنطقة وهو مجهز بأحدث التجهيزات الطبية وطاقته الاستيعابية تساعد على التخفيف من انتشار هذا الوباء بمنطقة امهيولة التي تبعد عن أزمور ب15 كيلومترا.