استقبل المركز الاستشفائي الإقليمي، ومصحة النخيل في الجديدة، السبت الماضي، 6 حالات مرضية، بدت عليها أعراض الإعياء، والقيء، وارتفاع درجة حرارة الجسم، والقشعريرة.وكلها تقطن بدواري البيدات والعبادلة، بفخدة مهيولة، بتراب جماعة أولاد رحمون، الخاضعة لنفوذ دائرة أزمور بإقليم الجديدة. وعلمت "المغربية" أن مريضا كان من بين المجموعة، ويدعى (جنابو)، في عقده الثامن، لقي حتفه، فور إدخاله قسم الإنعاش بمستشفى محمد الخامس، إثر مرض ألم به منذ أقل من 5 أيام، في حين خضع المرضى الخمسة، الذين وصفت حالاتهم الصحية بالحرجة، للعناية الطبية المركزة بقسم الإنعاش، بمصحة النخيل. ويتعلق الأمر بالمدعو مصطفى الرازي (56 سنة)، وزوجته عائشة السائح (64 سنة)، وابنيهما حمزة الرازي (18سنة)، والشقيقتين فتيحة الشطبي (26 سنة)، ومريم الشطبي (23 سنة)، وهما زوجتا الشقيقين رشيد الرازي، ومحمد الرازي، ابني مصطفى الرازي، ينتسبون جميعا إلى أسرة واحدة، تقيم تحت سقف واحد، بدوار البيدات، وبدت عليهم، منذ الثلاثاء 15 شتنبر الجاري، مجموعة من الأعراض المرضية. وعانى أقارب مصطفى الرازي الأمرين، بعد أن جرى نقله إلى عيادة خاصة بأزمور، إذ اكتفى الطبيب المعالج، بإخبار مرافقيه بأن المريض يعاني داء السكري، وارتفاع الضغط الدموي، ودرجة حرارة الجسم (السخانة)، حسب إفادة ابنه رشيد الرازي. واضطرت الأسرة لنقل أفرادها المصابين، السبت الماضي، إلى مصحة النخيل بعاصمة دكالة، على متن وسائل نقل بدائية، في غياب سيارة للإسعاف، لم تعمل على توفيرها السلطة المحلية، التي بقيت "خارج التغطية"، رغم علمها بالوضع المقلق. فيما تكلفت أسرة المصاب السادس (جنابو)، الذي يتحدر من دوار العبادلة، البعيد بحوالي 800 متر عن دوار البيدات، بنقله، السبت الماضي، إلى مستشفى محمد الخامس، حيث لقي مصرعه، فور إدخاله قسم الإنعاش. ورجحت مصادر مسؤولة لدى مندوبية الصحة بالجديدة، والطبيب المعالج بمصحة النخيل، إصابة المرضى، ب "التهاب الكبد الفيروسي أ". ويحتمل أن يكون السبب راجعا إلى تلوث محيط عين للماء، تسمى "العين الكبيرة"، تبعد ب 200 متر عن عين "القدورية" المغلقة، التي يجلب منها سكان الدواوير الواقعة بتراب جماعة أولاد رحمون، حاجياتهم من الماء الشروب. وانتقلت، السبت الماضي، لجنة صحية لدى مندوبية الصحة بالجديدة، إلى دواري العبادلة والبيدات، إذ أخذت عينة من ماء العين، لإخضاعها للتحاليل البيولوجية والمختبرية. كما استفسرت عن الحالة الصحية للعديد من السكان، الذين يشتبه في إصابتهم بالفيروس، سريع العدوى والانتشار، والذي تمر أكثر من 80 في المائة من حالات الإصابة به، على شكل نزلة أنفلونزا حادة (حمى وقشعريرة). إلى ذلك، مازال المصابون الخمسة، يخضعون للعناية الطبية المركزة، داخل مصحة النخيل بالجديدة. وأفاد الطبيب المعالج أنهم سيغادرون المصحة، فور امتثالهم للشفاء، مضيفا أن نتائج التحاليل المختبرية على عينات الدم، التي أخذت منهم، لن يتوصل بها إلا في ثاني أيام عيد الفطر أمس (الثلاثاء). وأفاد عون السلطة (شيخ القبيلة) وأحد السكان، اللذان كانا يتحدثان إلى "المغربية"، أن عدد المصابين بما أسمياه "بوصفير"، مازال في تزايد مضطرد، سيما وسط الأطفال والمسنين، إثر انتقال الفيروس عن طريق العدوى. وأوفدت القيادة العليا للدرك الملكي بالرباط، في حدود الثانية من ظهر الاثنين الماضي، الذي صادف عيد الفطر، عن طريق القيادة الجهوية بالجديدة، لجنة من دركيين لدى دركية أزمور، إلى "العين الكبيرة"، المشتبه في تلوث محيطها بالقاذورات، من فئران ميتة، وفضلات بشرية (البراز)، كانت حملتها مياه التساقطات المطرية الأخيرة، إذ عمدت إلى أخذ عينة من الماء، في قنينة بلاستيكية بسعة 5 لترات، بغية إحالتها على مختبر تمارة، حيث ستخضع للتحاليل البيولوجية والمختبرية، لتحديد طبيعة ومصدر التلوث، الذي يشكل خطرا على صحة وسلامة سكان دواوير جماعة أولاد رحمون بإقليم الجديدة، والذين مازالوا، حسب ما عاينته "المغربية"، يترددون عليها، في الظروف نفسها، لجلب الماء، وإرواء عطش ماشيتهم ودوابهم، في غياب مورد مائي بديل.