انتشر في دواري البيدات والعبادلة، بجماعة أولاد رحمون، بإقليم الجديدة، مرض مقلق، تضاربت الاحتمالات الطبية بشأن طبيعته، ومصدره، سيما أن أعراضه، التي بدت على 13 مصابا، تتشابه مع أعراض أمراض أخرى، من قبيل الأنفلونزا، و"التهاب الكبد الفيروسي أ". وكان المصابون استقبلوا في قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي الإقليمي، ومصحة خاصة بالجديدة، وبدت عليهم أعراض على شكل ارتفاع في درجة حرارة الجسم، والصداع الشديد، ووجع العضلات، والقشعريرة، والتقيؤ، واحمرار العينين، و"بوصفير"، ما جعل التشخيص أمرا صعبا، حسب الأطباء. واستنفر الوضع الصحي الطارئ السلطات الصحية بالجديدة، التي عمدت إلى إجراء تحاليل مختبرية على عينات من دماء المصابين، وكذا على مياه عين ماء، اشتبه في أنها ملوثة، وقد تكون السبب في الإصابة والعدوى بالمرض. وأظهرت التحاليل البيولوجية أن الأمر يتعلق ببكتيريا البريميات (leptospire)، التي يكون بول الفئران سببا في الإصابة بها. وكانت ثلاث وحدات صحية توجهت إلى منطقة مهيولة، معززة بتلاث سيارات للإسعاف، وخمس سيارات للتنقل، و17 طبيبا، منهم أخصائيون في الأمراض الوبائية، بالإضافة إلى 15 ممرضا، و4 تقنيين من مندوبية الصحة، و3 تقنيين، أوفدتهم وزارة الصحة، وكذا السلطة المحلية، ممثلة، في القائد والمقدمين والشيوخ. واستغرق عمل الوحدات الصحية الثلاث من الثامنة والنصف صباحا إلى غاية الرابعة من عصر الجمعة الماضي، وأقامت الوحدات قافلة طبية بدواوير البيدات، والعبادلة والكواهي، بتراب جماعة أولاد رحمون. وحسب الحبيب الهارودي، المندوب الإقليمي للصحة بالجديدة، في حديث إلى "المغربية"، فإن 640 مواطنا من سكان الدواوير المستهدفة خضعوا للكشوفات الطبية، التي أظهرت إصابة 10 أشخاص ببكتيريا البريميات، سارعت السلطات الصحية إلى نقلهم إلى المستشفى المحلي بآزمور، حيث جرى التكفل بعلاجهم بالمجان، لمدة 10 أيام، فيما خضع أفراد أسر المصابين العشرة، الذين بلغ عددهم 130 فردا، للعلاج الوقائي، بأقراص "لونكامسين"، لمدة ستستغرق 10 أيام. وفي إطار إجراءات الحد من انتشار المرض المقلق، عمدت السلطات الصحية إلى معالجة مياه الشرب، وإغلاق عين الماء الثانية بدوار البيدات، ومنع التزود بالماء منها، إذ يشتبه في أنها سبب في انتشار بكتيريا البريميات، ويتردد عليها السكان لمختلف الاستعمالات المنزلية، كما استهدفت المئات من الفئران، التي تتعايش في البيوت السكنية بالدواوير الثلاثة، بالمبيدات الكيماوية.