ظل الغموض يلف الطريقة التي تم بها الإعلان عن تأجيل اجتماع انتخاب الرئيس وباقي تشكيلة المكتب الجهوي لجهة الشاوية ورديغة. فبعد حوالي نصف ساعة من الملاسنات والتشابك بالأيادي بين المؤيدين للحركي المهدي عثمون، الذي نفذ إنزالا مفاجئا ب44 عضوا من أجل الفوز بالرئاسة، وشقيقه ومنافسه عبد الرحيم عثمون الرئيس السابق للمجلس الجهوي والمرشح الذي كان قبل أسبوع الأوفر حظا لنيل المنصب من جديد، تدخل الكاتب العام بعمالة سطات لحث الأعضاء على الانسحاب بدعوى الفوضى والصراعات وتأجيل موعد انتخاب المكتب الجهوي إلى يوم الخميس المقبل. وبينما رددت ألسنة بعض الأعضاء كلمتي (تعليمات عليا)، علت أصوات آخرين داخل قاعة الاجتماعات بمقر الولاية بسطات، تؤكد أن منصب الرئيس حسم ضدا على إرادتهم لصالح التجمعي المعطي بن قدور رئيس الغرفة البرلمانية الثانية، الذي لم يحضر موعد الاجتماع، رغم أن التحالف، الذي شكل في الكواليس قبل يوم من موعد انتخاب المكتب المسير لمجلس جهة الشاوية ورديغة، من أحزاب الحركة الشعبية والديمقراطي الوطني والاستقلال مدعما بمجموعة كبيرة من ممثلي ألوان سياسية أخرى وبعض ممثلي المأجورين، حضر الاجتماع مكتمل النصاب ( 44 من أصل75 عضوا)، كما أن أعضاءه جلسوا ينتظرون افتتاح الجلسة من أجل منح الرئاسة للحركي المهدي عثمون المستشار البرلماني، ضدا على عملية التنصيب التي حظي بها بنقدور في الكواليس القيادية لحزب الأصالة والمعاصرة. و أفادت مصادر مطلعة أن سبب التأجيل تم بعد وصول الاستقلالي محمد كريمين رئيس بلدية بوزنيقة والمستشار بالغرفة البرلمانية الثانية، الذي تلقى أوامر من القيادة المركزية للحزب، حيث أشار إلى أعضاء حزبه وعددهم 14 عضوا بالانسحاب، مما أفقد تحالف المهدي عثمون النصاب القانوني، وجعل الكل ينسحبون من قاعة الاجتماعات. وتساءل بعض الأعضاء عن مدى جدية المشرفين على اجتماع انتخاب تشكيلة مجلس الجهة، مشيرين إلى عدم وجود صندوق الاقتراع والمعزل ولائحة الحضور داخل القاعة التي جلس داخلها 44 عضوا لمدة تزيد عن النصف ساعة، قبل أن يتلقوا الإشارة بالانسحاب، وتأجيل موعد الانتخابات. صراع أشقاء عثمون امتد إلى خارج مقر الولاية، حيث تحولت الحديقة المقابلة لها إلى ساحة معركة بين الشقيقين المهدي وعرفات من جهة وعبد الرحيم من جهة ثانية. ولولا تدخل عناصر الأمن الوطني والقوات المساعدة لشهدت حديقة الولاية مباريات عديدة في الملاكمة والركل بين الأشقاء الذين توعد بعضهم بعضا جهارا بتصفية حسابات عسيرة. وكشفت مصادر ل«المساء» أنه مباشرة بعد تأجيل موعد انتخاب المكتب الجهوي وتأكد كل الأعضاء من أنه لا مفر من منح الرئاسة للمعطي بن قدور، خلص اجتماع التحالف الذي سبق أن منح الرئاسة للمهدي عثمون، داخل أحد المقاهي بجوار الطريق السيار قرب مدينة برشيد، تحت إشراف محمد كريمين، إلى الحفاظ على نفس التحالف وتعويض المهدي عثمون بالمعطي بن قدور، بشرط ألا يتم إقحام الشقيقين عبد الرحيم والمهدي عثمون ولا العربي الهرامي المنسق الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة داخل تشكيلة المكتب الجهوي. وأوضحت مصادرنا أن الاستقلاليين غاضبون من عبد الرحيم عثمون الذي لم يحسن استقبالهم خلال الأسبوع الجاري بمنزله بمدينة المحمدية، وكانوا حينها قد أتوا بقيادة المكي المحجوبي وكيل لائحة الحزب بابن سليمان من أجل التفاوض حول تشكيلة المكتب الجهوي، وهو ما جعلهم يفضلون التحالف مع شقيقه المهدي.