مع اقتراب عيد الفطر المبارك تشهد تجارة الألبسة الجاهزة والأحذية المخصصة للأطفال انتعاشا نوعيا للعديد من المحلات والأسواق الشعبية، فالطلب يزداد على اللباس التقليدي بالاضافة إلى ملابس الأطفال الأخرى، لكن يبدو أن عملية التسوق خلال هذه السنة ستكون صعبة بشكل خاص لتزامن حلول العيد مع الدخول المدرسي والنفقات الاستثنائية لشهر رمضان مقرونا بارتفاع عام في أسعار المواد الغذائية . عبد الله، 40 سنة مستخدم بسيط بإحدى الشركات، يؤكد أنه لا يستطيع حرمان طفليه من فرحة العيد، غير أنه يشير إلى أن ميزانيته لا تقبل إضافة تكاليف جديدة خلال فترة عيد الفطر وما يستلزم من ألبسة تليق بطفليه خلال العيد ، وكذا شراء الفواكه الجافة والأطعمة التي تميز أطباق العيد كالدجاج والفواكه وبعض الخضر، و هو يرى أنه لا مفر من البحث عن طريقة استجابة لانتظارات طفليه في هذا العيد يقول «ليس لدي موارد مالية كافية لأنني أنفقت مدخراتي كلها خلال العطلة الصيفية وأثناء الدخول المدرسي الجديد، لكن لحسن حظي سأشتري ما أحتاجه من صاحب محل لبيع الملابس وسأسدد له دينه بأقساط شهرية فأنا متعود على هذه «التخريجة» منذ سنين» تأكيد آخر على نوع الأزمة التي تجتازها الأسر المغربية خلال هذه الفترة، جاء على لسان أمين بلعسري صاحب محل لبيع ملابس الأطفال بشارع مولاي عبد الله وسط الدارالبيضاء، الذي أكد أن الدخول المدرسي و شهر الصيام، أثرا كثيرا على مبيعات محله خلال الأيام الأخيرة قبل حلول عيد الفطر، حيث توقع أن ينزل رقم معاملاته ما بين 30 و 40 في المائة مقارنة بالسنوات الماضية، ينضاف إلى كل ذلك التخفيضات التي يعتمدها المحل والتي قد تصل إلى 25 في المائة حيث يطبقها بلعسري كل سنة خلال فترات الأعياد.و أضاف أن أثمنة لباس كامل وحذاء للأطفال يتراوح ما بين 200 و 500 درهم ، حيث يؤكد أن زبائنه ينحدرون من الطبقة الفقيرة رغم تواجد محله بمركز المدينة الاقتصادية، و يرى أن هذه الأسر توثر على نفسها رغم الأزمة التي يعرفها الجميع، فشراء ملابس جديدة للأطفال يعتبر أمرا أساسيا في هذه المناسبة حتى ولو شكل عبئا ماليا إضافيا على أولياء الأمور . صاحب متجر ألبسة وسط حي شعبي بالدارالبيضاء، قال إنه يعول على اليومين الأخيرين من رمضان،حيث تنتعش المبيعات، لكنه سجل بدوره أنه بالمقارنة مع السنوات السابقة، تعتبر 2009 من أصعب السنوات بالنسبة للعائلات البسيطة التي تريد الاحتفال بالعيد وشراء مستلزمات الدخول المدرسي في آن واحد، ملاحظا أن بعض الأسر تضطر إلى الاستسلام للقروض المغرية لشركات السلف النشيطة في هذه الفترة من السنة، أو التضحية ببعض أثاث البيت وبيعه عله يفي بالغرض، فرغم ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ، إلا أن الآباء لا يجدون بدا من شراء ملابس جديدة لأطفالهم.