وتستقبل نساء المغرب العيد ببيوت نظيفة حيث يعكفن في اليومين الأخيرين من رمضان على تنظيف منازلهن وشراء الأواني الجديدة ، ليتم وضع الفطور بها في أول أيام كسر الصيام. وبعد أن تنتهي السيدات من ترتيب منزلهن يلتفتن لزيناتهن حيث يقبلن على نقش الحناء في ايديهن وارجلهن باشكال هندسية جميلة مستوحاة من بيئات مختلفة اذ تعتبرالحناء رمزا للأفراح في حياة المغاربة،ولا يمكن أن تمر مناسبة دينية أو حفل زفاف أو مولد أو ختان،دون أن يكون للحناء موقع خاص فيه، وتعتبرها الفتيات جالبة لفرص الزواج. وتعرض "نقاشة الحناء " أنواع النقش على البوم صور فيختلف ثمنه بين المراكشيوالفاسي والزموري و الخليجي. وقالت رقية أيت علي، نقاشة منذ 17 سنة: "كنت استقبل الفتيات في منزلي إلا أني لاحظت أن المنزل أصبح لا يتسع لعدد الفتيات اللواتي استقبلهن في عدة مناسبات، فاستأجرت محلا خاصا لهذا". ومن أبرز هذه المناطق التي تعرف وجودا مكثفا ل "النقاشات" ساحة محمد الخامس وسوق باب مراكش وسوق الغرب بالدارالبيضاء وساحة "جامع الفنا" بمراكش، التي كانت دائما الرائدة في مثل هذا النوع من الابتكارات، و ساحة "الاوداية" بالرباط، وبعض أسواق فاس التقليدية والسوق "البراني" في طنجة وغيرها من المدن المغربية، ناهيك عن الأماكن والمدن السياحية. ومن العادات المرتبطة بعيد الفطر في المغرب أيضا "التفكور" حيث يتم شراء ملابس تقليدية وبعض الفواكه الجافة كاللوز والتمر لتحملها السيدة إلى خطيبة ابنها ليلة العيد،كما تقوم العروس أيضا بشراء ملابس جديدة لحماتها و تهديها لها في العيد بعد تقبيل يدها أو رأسها. من أجل ملابس العيد ولكي يستقبل الأطفال العيد بفرحة يجب أن يرتدوا زيا جديدا وتصف لنا سكينة (11 سنة) ملابس العيد الخاصة بها قائلة :"لقد اشترت أمي لي سروالا وحذاء وبودي". ولكن الدخول المنخفضة لكثير من العائلات المغربية تجعل شراء ملابس العيد هدف صعب المنال، وهناك من يضطر بالتضحية ببعض أثاث البيت لتوفير ملابس العيد لأطفاله أو الاستسلام للعروض المغرية لشركات القروض بالفوائد والتي تكون في مثل هذه المناسبات سخية إلى أقصى حد، لاستمالة المستهلك واستدراجه لشباكها. وتفضل كثير من الأسر أن تشتري لأبنائها ملابس مستعملة (البالات)، لان (اليد قصيرة والعين بصيرة) وهي ملابس أجنبية الصنع سبق أن استعملت دون أن تفقد جودتها، تبدو للعيان جديدة خاصة بعد أن تنظف في مغاسل خاصة بذلك و تباع بمبالغ قليلة. تعيد و تعاود وبالتكبير والتهليل يستقبل المغاربة العيد بصلاتهم، ولا نوم بعد الصلاة فالجميع يجتمع معا على وجبة الفطور، ثم تبدأ الزيارات العائلية و تبادل عبارات التهاني بالعيد ومنها(مبارك العواشر..عيد سعيد.. تقبل الله منا ومنك.. وتعيد وتعاود ونكونوا معك حاج. وبينما يعتني الكبار بالزيارات العائلية فان الأطفال يتركون كل شيء و يجتمعون بملابسهم الجديدة ليبدءوا ألعابهم الجماعية. ويقول الطفل معاد المجدوبي:"أحب صبيحة العيد اللعب بالدراجة مع جيراني و في المساء يرافقني أبي إلي الملاهي لأركب السيارات الكهربائية وأتمتع برؤية الدراجة النارية وهي تصعد على جدران بناء دائري اشبه ببئر واسع والحقيقة أنني أنفق كل نقود العيدية على هذه الألعاب". ولا يعود كثير من الأطفال إلى البيت إلا بعد أن يأخذ منهم الجوع والعياء وتكون ملابسهم الجديدة قد اتسخت أن لم تكن مزقت بسبب كثرة اللعب في الازقة والدروب. ويستغل عدد من الشباب العاطل عن العمل مناسبة حلول عيد الفطر لخلق فرص عمل لهم مثل بيع الملابس الجاهزة للأطفال والحلويات الجاهزة والمرطبات والعصائر والجبن البلدي والعطور والبخور. تحقيق: محمد الشدادي/ الدار البيضاء